القائمة الرئيسية

الصفحات

صعوبات فترة المراهقة

مأسي و مشاكل المراهقين

بما أني مراهق أردت التطرق لموضوع يهم الجميع و يهمني أنا شخصيا مشاكل المراهقة.

ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ
ﻳُﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺸﺄﻫﺎ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻲ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤَﺸﺎﻛﻞ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﻤُﺮﺍﻫﻖ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ
ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻗﺪ ﻗُﺴّﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻵﺗﻲ :
ﻧﻈﺮﺍً ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻳﻤﻴﻞ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﻓﻰ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻴﺴﺘﻤﻴﻞ ﺐ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ، ﻭﻟﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻵﺧﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ، ﺗﻨﺸﺄ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﻋﻠﻰ :
- ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻠﺒﺎﻗﺔ .
- ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .
- ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﺎﺭﺓ .
- ﺃﺧﺬ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺑﺠﺪﻳﺔ .
- ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ .
- ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ .
- ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺠﺮﺡ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ .
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺻﺪﺍﻗﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ .
- ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ .
- ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
- ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻰ ﻧﻴﻞ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﻪ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .
- ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .. ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ
- ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ .
- ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻓﻰ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻸﻣﻮﺭ .
- ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ .
- ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ .
ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ
ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ . ﻻﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻖ ﻗﺒﻞ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﺃﻭ ﺇﺣﺮﺍﺝ ﻟﻪ . ﻓﺎﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺠﺮﺑﺔ ﺃﻟﻴﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﺒﺴﻂ ﻣﻄﻤﺌﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﻭﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ .
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻗﺪ ﻳﺼﺤﺐ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﻀﺨﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺜﺪﻳﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻭﺣﻮﻟﻬﻤﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻋﻼﺝ ﻓﻬﻮ ﻳﺰﻭﻝ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎً، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ .
ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺴﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ . ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ – ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ – ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺴﻮﻱ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻓﺎﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻣﺪﺭﺳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺠﺒﺎً ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺃﺳﺎﺗﺬﺗﻪ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻴﻞ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻗﺪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺸﺬﻭﺫ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﻫﻮ ﻧﻤﻂ ﻏﻴﺮ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ
ﻓﺎﻟﺠﻨﺲ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﺪﻯ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﺘﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻗﺪﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﺬﺭﻳﺔ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺟﺴﺪ ﺁﺧﺮ ﻳﻠﺘﺤﻢ ﻣﻌﻪ .. ﺣﻴﺚ ﻧﻀﺠﺖ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﻏﻤﺮﺕ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺟﺴﺪﻩ .
ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻖ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻼ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ، ﻛﻤﺎ ﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺄﻻّ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻟﻺﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻟﺪﻳﻪ
ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩﻓﺎﺕ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﻄﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻘﻠﺔ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺟﺪﻻً ﻭﻳﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻲ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻲ ﺍﺑﻨﻚ / ﺍﺑﻨﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ؟
ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ :
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻳﻤﺮ ﺑﻄﻔﺮﺓ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻰ ﻧﻤﻮﻩ ﺗﻔﻮﻕ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻄﻮﺭﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻟﺬﺍ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﻭﺑﺄﻯ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺧﺎﻃﺌﺎً ﻭﻣﻨﺎﻓﻴﺎً ﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻭﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺳﻠﻮﻛﻰ . ﻭﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﻔﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻰ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﻫﻖ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺫﺍﺗﻴﺔ
ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﻴّﺔً ﻭﻧﻔﺴﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ، ﻭﻫﻲ :
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ
ﻳُﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻖ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻳﻬﺘﻢّ ﺑﻪ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻴﺘﺮﺻّﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻐﻴّﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺗﻘﺪّﻣﻪ ﺑﺎﻟﺴﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻓﻲ ﺭﺩﺍﺕ ﻓﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻓﻴﻈﻬﺮ ﺇﻣّﺎ ﺑﺎﻟﻐُﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻴّﺰ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻗﺔ، ﺃﻭ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴّﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴّﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩِ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ
ﻗﺪ ﻳُﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻭﻑَ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﺮﺩﺍً ﻗﻠﻘﺎً ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤَﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﻤُﻌﻠّﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ، ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻠﻤَﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤَﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﻳّﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﻭﺗﺄﻧﻴﺐ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺇﺯﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑُﻬﺎ ﻛﺎﻟﻐﺶ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﺳﺎﺀﺍﺕ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ، ﻳُﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴّﺔ ﺍﻟﻨّﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮّﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ، ﻭﺍﻟﺴّﻌﻲ ﺍﻟﻤُﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳُﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﺮﺩﺍً ﻣﺘﻬﻮّﺭﺍً ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎً، ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳُﺼﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎً ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻴّﺎً ﻣﻨﻌﺰﻻً ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺎً، ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺴﻮﻳّﺔ ﻟﻠﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﺇﻥّ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮّﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﺘﺠﻌﻠﻪ ﻣﺘﺨﺒّﻄﺎً ﻭﻫﺎﺋﺠﺎً، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ؛ ﻛﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ، ﻭﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻭﺷﺪّﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﻬﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌَﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺬﺑﺬﺑﻬﺎ، ﻭﻳﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻦ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻓُﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴّﺔ، ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﺄﻥّ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣُﻬﺪّﺩﺓ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﻊ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﻤﻴﻪ .
ﺇﻥّ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﺆﺛّﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﺒﻲ ﻭﻣُﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻮﺍﻓﻖ؛ ﻛﺎﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻭﺍﻟﻌﻀﻮﻱ؛ ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳّﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﺒّﻊ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻬّﻢ ﻭﺗﻘﺒّﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺪﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴُّﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ
ﺗَﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺩٍ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳّﺔ
ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻠﻘِﻴَﻢ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤُﻌﺘﻘﺪﺍﺕ؛ ﻓﺎﻟﻤُﺮﺍﻫﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻳَﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺮ، ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻹﺷﺒﺎﻋﻬﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﻣَﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻘﺔ ﺗﺘﺄﺻّﺮ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮّ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ، ﺇﺫﺍً ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻘﺔ ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤُﺜﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ . ﻳُﻤﻜﻦ ﺷﺮﺡ ﻣُﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤُﺮﺍﻫﻖ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻵﺗﻲ :
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ : ﺗﻈﻬﺮ ﻋﺎﺩﺓً ﺑﻤﺎ ﻳُﺴﻤّﻰ ﺻﺮﺍﻉُ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤُﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻋﺎﺩﺓً ﻳَﻜﻮﻥ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪّﺭﺍﺳﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴّﺔ ﻣﻞﺀ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳُﻔﻴﺪ، ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘّﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ، ﻭﺗﺸﺘﺪّ ﺣﺪّﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻨﺪ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴّﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣّﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺮّﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ : ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﻌَﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤُﺘﺒﺎﺩﻝ، ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞٍ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ، ﻭﻳﻈﻬﺮُ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ، ﻭﺃﻱّ ﺧﻠﻞٍ ﻭﻇﻴﻔﻲّ ﻳُﺼﻴﺐ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏٍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ

في الختام أرجو ترك تعليق إذا أعجبكم المقال


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع