تلخيص محور العمل
السلام عليكم
اليوم أقدم لكم ملخص محور العمل باكالوريا أداب تونس
ﻣﻘﺪﻣﺔ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺮﻉ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻤﺰﻗﺖ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﺘﻤﺰﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ
ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺇﻧﺘﺎﺟﻮﻱ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﺈﺩﻋﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﻤﺎﻥ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎ ......
1ـ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ـ ﺗَﺤﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﻘﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺇﻻّ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ . ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻗﺪ ﻛﺮّﺳﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴّﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻌﺪّﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻّ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺷﻘﺎﺀ ﻭ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .. ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﺼﻮّﺭﻳﻦ ﻓﺈﻧّﻬﻤﺎ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻂّ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ... ﻭﻫﻮ ﺗﺼﻮّﺭ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ . ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣُﺤﺪّﺩﺍ ﻣﻦ ﻣﺤﺪّﺩﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ـ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴِّﺰ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻴَّﺰ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻋُﺪّ ﺣﺪّ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ .
ـ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﻭﺍﻉ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻰ ﺧﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎﺩﻝ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ .
ـ ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻹﺣﻜﺎﻡ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘّﻖ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻬﺎ .
ـ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﻓﺎﻋﻠﻴّﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻭ ﻳﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻬﺎ .
ـ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻪ ﻭ ﺗﻤﻴّﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤّﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴّﺔ . ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺑﺪﻻﻟﺘﻲْ ﺍﻟﻔﻌﻞ
ﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺤﻴﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
2 ـ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ :
ﻳﺤﻴﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ . ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻟﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ . ﻭ ﻳﺤﻴﻞ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﻴﺔ ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺧﺎﺻّﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻴﻠﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
3 ـ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ :
ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺛﻼﺙ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ :
ﺻﻔﺤﺔ 42 [ ﻫﺎﻣﺶ ﻧﺺّ : ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻟﺠﻮﻥ ﺭﺍﻭﺱ ] « ﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻗﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺤﻖّ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ jus juris / ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻖّ . ﻭ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺴﺠﻠّﻬﺎ ﺃﺧﻼﻗﻲ، ﺇﺫ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻛﻞّ ﺫﻱ ﺣﻖّ ﺣﻘّﻪ . ﻣﻤّﺎ ﻳﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻬﻤّﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻟﻜﻦّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺃﺷﻜﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺣﺘّﻰ ﺗﺘﺤﻘّﻖ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ " ﺍﻻﺗّﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ " ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺩﻻﻟﺔ " ﻣﻨﻈﻮﺭﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ " ... ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻓﺈﻥّ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻭ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻼﺗﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺎﺩﻻ ﻷﻥّ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﺮ ﻋﺎﻣﻞ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻣﻮﻇّﻒ ﺳﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺸﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺆﺳّﺴﺔ . ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ » ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭ ﺃﻭﺟﻬﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ﺗﻌﻠﻦ ﺇﺣﺮﺍﺟﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺴﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﺗﻀﺎﺩّ ﺃﻡ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻮﺍﻓﻖ ؟؟
4 ـ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ // ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ :
ﻻ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﻣﻘﻮّﻡ ﻣﻦ ﻣﻘﻮّﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﻣﺤﺪّﺩﺍﺕ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ... ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﻊ ﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨّﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥّ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﺃﻡ ﻣﻘﺘﻀﻰ ... ﻏﻴﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻳﺤﻴﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺍﺑﻂ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ...
ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻴﺔ ﺗﻮﺍﻓﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺿﻤﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺗﺜﻤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺧﺎﺻّﻴﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻳﻄﻠﺒﻪ . ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻱ ﺳﻮﺳﻴﺮ ﻗﺪ ﺑﻴّﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺠﺴّﺪ ﻭ ﻳﺤﻘّﻖ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ . ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺁﺩﺍﻡ ﺳﻤﻴﺚ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺴﺐ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺳﻤﻴﺚ ﻣﻄﻠﺒﺎ، ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻳﺘﺠﺴّﺪ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺤﺪّﺩ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ « ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﻨّﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ » . ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻭ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺴّﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ " ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ." ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﺪﺍ ﻳُﺒﺬﻝ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ، ﻓﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴّﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺣﺴﺐ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﺤﻜّﻢ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ " ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻗـُﺪّﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻤﻞ ." ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻮّﺭ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻌّﺎﻝ ﻭ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ . ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﻴّﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﺗﻬﺪﻑ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻫﻮ ﺭﻫﺎﻥ ﻳﺘﻘﻮّﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ . ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺮّﻓﺎﻩ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮّﺭ ﻭ ﺍﻟﺮﻗﻲ . ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭ ﻋﻤﻠﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﻫﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﻄﻠﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻖّ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻨﺨﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻛﺮﻫﺎﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ . ﻗﺪ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ . ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ، ﻭ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ . ﻓﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺇﻻّ ﺇﻧﺼﺎﻓﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﻌﻮﺭ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻓـﺈﺭﻳﻚ ﻓﺎﻳﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺇﻧﺼﺎﻓﺎ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺸﺎﺭﻃﻴﺔ، ﻟﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ . ﻓﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻟﻴﻒ ﻭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻼﺀﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ، ﻓﺎﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻨﺠﺎﻋﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺑﻞ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺳﻤﺔ ﻣﻤﻴّﺰﺓ ﻟﻠﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻣﻘﻮّﻡ ﻟﻜﻞّ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻮﺟّﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺬﻣّﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ، ﻷﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﻋﻼ ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻓﻤﻬﻤّﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ . ﻓﻤﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺣﺘّﻰ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﻟﺔ .
5 ـ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ :
ﻻ ﺷﻚّ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺛﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﻋﺒﺮﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻔﺮّﺩﻩ ﻭ ﺗﻤﻴّﺰﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺴّﺪ ﺍﻟﻼﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ . ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺏ ﺃﻱ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ... ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻸﻭﺍﻣﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻴﻠﺮﺓ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻵﻟﺔ "... ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠّﺤﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫ " ﻋﻠﻰ ﺣﺪّ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﺎﺭﻛﺲ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺠﺮّﺩ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗــُﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ .
ـ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﺃﻱ ﻟﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ـ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻣﻘﻮّﻣﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .
ـ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ .
ـ ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻭ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻋﺰﻟﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻟﻴﺘﻜﻔـّﻞ ﻛﻞّ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻤﻬّﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﺑﺠﺰﺋﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﺤﺪّﺩﺓ ﺑﺪﻗّﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﺑﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘّﺖ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ .
ـ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻭ ﻟﻌﻞّ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻛّﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺟﺮﺓ « ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻳﻜﺮّﺭﻫﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ »
ـ ﻟﻌﻞّ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭ ﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺗﻔﺘﻴّﺘﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﻮﻛﻔﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﻘﺪّﻣﺎ
ﻭ ﺟﻮﺩﺓ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﻭ ﻟﻘﻴﻤﺘﻪ .
ـ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺭﻛﻮﺯ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮّﻟﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺠﺮّﺩ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﻫﻮ ﺫﻱ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ .
ـ ﻓﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺗﻘﻮّﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻏﻮﺱ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻳﺮﻭﺱ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ .
ـ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻮﺗّﺮ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﻤﺘﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﻄﻠﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ .
السلام عليكم
اليوم أقدم لكم ملخص محور العمل باكالوريا أداب تونس
ﻣﻘﺪﻣﺔ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺮﻉ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻤﺰﻗﺖ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﺘﻤﺰﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ
ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺇﻧﺘﺎﺟﻮﻱ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﺈﺩﻋﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﻤﺎﻥ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎ ......
1ـ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ـ ﺗَﺤﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﻘﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺇﻻّ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ . ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻗﺪ ﻛﺮّﺳﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴّﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻌﺪّﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻّ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺷﻘﺎﺀ ﻭ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .. ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﺼﻮّﺭﻳﻦ ﻓﺈﻧّﻬﻤﺎ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻂّ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ... ﻭﻫﻮ ﺗﺼﻮّﺭ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ . ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣُﺤﺪّﺩﺍ ﻣﻦ ﻣﺤﺪّﺩﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ـ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴِّﺰ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻴَّﺰ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻋُﺪّ ﺣﺪّ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ .
ـ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﻭﺍﻉ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻰ ﺧﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎﺩﻝ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ .
ـ ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻹﺣﻜﺎﻡ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘّﻖ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻬﺎ .
ـ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﻓﺎﻋﻠﻴّﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻭ ﻳﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻬﺎ .
ـ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻪ ﻭ ﺗﻤﻴّﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤّﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴّﺔ . ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺑﺪﻻﻟﺘﻲْ ﺍﻟﻔﻌﻞ
ﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺤﻴﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
2 ـ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ :
ﻳﺤﻴﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ . ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻟﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ . ﻭ ﻳﺤﻴﻞ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﻴﺔ ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺧﺎﺻّﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻴﻠﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
3 ـ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ :
ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺛﻼﺙ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ :
ﺻﻔﺤﺔ 42 [ ﻫﺎﻣﺶ ﻧﺺّ : ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻟﺠﻮﻥ ﺭﺍﻭﺱ ] « ﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻗﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺤﻖّ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ jus juris / ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻖّ . ﻭ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺴﺠﻠّﻬﺎ ﺃﺧﻼﻗﻲ، ﺇﺫ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻛﻞّ ﺫﻱ ﺣﻖّ ﺣﻘّﻪ . ﻣﻤّﺎ ﻳﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻬﻤّﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻟﻜﻦّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺃﺷﻜﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺣﺘّﻰ ﺗﺘﺤﻘّﻖ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ " ﺍﻻﺗّﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ " ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺩﻻﻟﺔ " ﻣﻨﻈﻮﺭﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ " ... ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻓﺈﻥّ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻭ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻼﺗﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺎﺩﻻ ﻷﻥّ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﺮ ﻋﺎﻣﻞ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻣﻮﻇّﻒ ﺳﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺸﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺆﺳّﺴﺔ . ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ » ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭ ﺃﻭﺟﻬﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ﺗﻌﻠﻦ ﺇﺣﺮﺍﺟﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺴﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﺗﻀﺎﺩّ ﺃﻡ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻮﺍﻓﻖ ؟؟
4 ـ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ // ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ :
ﻻ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﻣﻘﻮّﻡ ﻣﻦ ﻣﻘﻮّﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﻣﺤﺪّﺩﺍﺕ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ... ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﻊ ﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨّﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥّ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﺃﻡ ﻣﻘﺘﻀﻰ ... ﻏﻴﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻳﺤﻴﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺍﺑﻂ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ...
ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻴﺔ ﺗﻮﺍﻓﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺿﻤﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺗﺜﻤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺧﺎﺻّﻴﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻳﻄﻠﺒﻪ . ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻱ ﺳﻮﺳﻴﺮ ﻗﺪ ﺑﻴّﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺠﺴّﺪ ﻭ ﻳﺤﻘّﻖ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ . ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺁﺩﺍﻡ ﺳﻤﻴﺚ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺴﺐ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺳﻤﻴﺚ ﻣﻄﻠﺒﺎ، ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻳﺘﺠﺴّﺪ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺤﺪّﺩ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ « ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﻨّﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ » . ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻭ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺴّﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ " ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ." ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﺪﺍ ﻳُﺒﺬﻝ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ، ﻓﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴّﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺣﺴﺐ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﺤﻜّﻢ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ " ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻗـُﺪّﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻤﻞ ." ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻮّﺭ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻌّﺎﻝ ﻭ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ . ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﻴّﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﺗﺎﻱ ﺗﻬﺪﻑ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻫﻮ ﺭﻫﺎﻥ ﻳﺘﻘﻮّﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ . ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺮّﻓﺎﻩ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮّﺭ ﻭ ﺍﻟﺮﻗﻲ . ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭ ﻋﻤﻠﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﻫﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﻄﻠﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻖّ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻨﺨﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﻛﺮﻫﺎﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ . ﻗﺪ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ . ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ، ﻭ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ . ﻓﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺇﻻّ ﺇﻧﺼﺎﻓﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﻌﻮﺭ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻓـﺈﺭﻳﻚ ﻓﺎﻳﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺇﻧﺼﺎﻓﺎ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺸﺎﺭﻃﻴﺔ، ﻟﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ . ﻓﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻟﻴﻒ ﻭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻼﺀﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ، ﻓﺎﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻨﺠﺎﻋﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺑﻞ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺳﻤﺔ ﻣﻤﻴّﺰﺓ ﻟﻠﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻣﻘﻮّﻡ ﻟﻜﻞّ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻮﺟّﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺬﻣّﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ، ﻷﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﻋﻼ ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻓﻤﻬﻤّﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ . ﻓﻤﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺣﺘّﻰ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﻟﺔ .
5 ـ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ :
ﻻ ﺷﻚّ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺛﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﻋﺒﺮﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻔﺮّﺩﻩ ﻭ ﺗﻤﻴّﺰﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺴّﺪ ﺍﻟﻼﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ . ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺏ ﺃﻱ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ... ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻸﻭﺍﻣﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻴﻠﺮﺓ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻵﻟﺔ "... ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠّﺤﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫ " ﻋﻠﻰ ﺣﺪّ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﺎﺭﻛﺲ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺠﺮّﺩ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗــُﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ .
ـ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﺃﻱ ﻟﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ـ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻣﻘﻮّﻣﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .
ـ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ .
ـ ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻭ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻋﺰﻟﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻟﻴﺘﻜﻔـّﻞ ﻛﻞّ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻤﻬّﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﺑﺠﺰﺋﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﺤﺪّﺩﺓ ﺑﺪﻗّﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﺑﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘّﺖ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ .
ـ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻭ ﻟﻌﻞّ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻛّﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺟﺮﺓ « ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻳﻜﺮّﺭﻫﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ »
ـ ﻟﻌﻞّ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭ ﻟﺘﻘﺴﻴﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺗﻔﺘﻴّﺘﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﻮﻛﻔﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﻘﺪّﻣﺎ
ﻭ ﺟﻮﺩﺓ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﻭ ﻟﻘﻴﻤﺘﻪ .
ـ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺭﻛﻮﺯ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮّﻟﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺠﺮّﺩ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﻫﻮ ﺫﻱ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ .
ـ ﻓﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺗﻘﻮّﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻏﻮﺱ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻳﺮﻭﺱ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ .
ـ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻮﺗّﺮ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﻤﺘﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﻄﻠﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ .
تعليقات
إرسال تعليق