القائمة الرئيسية

الصفحات

أسهل و أفضل تلخيص محور العلم بين الحقيقة و النمذجة باكالوريا أداب تونس

تلخيص محور العلم بين الحقيقة و النمذجة



مرحبا بكم


زوار مدونتي اليوم أقدم لكم تلخيص موجز لمحور العلم بين الحقيقة و النمذجة


ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ.



ﻣﺎ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ -Modelisation– ؟
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ – Le Model - ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﺸﻲﺀ ﻣﺎ ﻭ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﺷﺘﻐﺎﻟﻪ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻀﻊ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻠﺪ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺎ -Simuler– ﺗﺼﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺮﺩﻭﺩﻩ . ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻫﻮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ . ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ " ﻳﻨﻤﺬﺝ " ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺫﻫﻨﻴﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻭ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺎ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻭ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻳﻐﻴﺮﻩ ﺑﺂﺧﺮ . ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺒﻀﻊ ﺃﻭ ﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﺒﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺇﺷﻬﺎﺭﻱ ﻫﻲ ﻣﺜﻼ ﺳﻴﺮﻭﺭﺍﺕ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷﻥ ﺗﻨﻤﺬﺝ . ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﻥ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ ﻻﺳﺘﺒﺎﻕ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺩﻭﻥ ﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ .-Virtuel– ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻮﺻﻒ ﻧﺴﻖ ﻭﺍﻗﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺎﺳﻮﺏ . ﻓﺎﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ، ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻭ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﻋﺒﺮ ﺇﺣﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ، ﻓﻬﻲ ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻖ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻨﻴﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺎ .
1 ‏) ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ : ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺮﻱ ﻳﻮﺟّﻪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﻛﻞّ ﻓﻜﺮ ﻭﻛﻞّ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻛﻞّ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ 3 ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ :
ﺃ - ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ : ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﺪﺧّﻞ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ .
ﺏ - ﺍﻟﺘﺮﻳﻴﺾ : ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻳﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻳﺤﻀﺮ ﺑﻜﻴﻔﻴﺘﻴﻦ ﺍﻣﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﺮﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻲ .
ﺕ - ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ : ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ .
ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻻ ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺑﻞ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺨﺘﺰﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﺃﻱ ﻳﺨﺘﺰﻝ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ .
ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﺴّﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻋﺒﺮ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﻳﻔﺮﺽ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻛﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻷﺳﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪّ ﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ . ﻛﻞّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ .
2 ‏) ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺋﻲ : ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ :
ﺗﺴﺎﻗﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺸﻤﻞ ﻧﻮﻋﻪ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻻ ﺗﺸﻤﻠﻪ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ‏( ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ‏) ﻣﻊ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻛﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻘﻮﻟﻴﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ .
ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺋﻲ ﻇﻬﺮ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﻴﺒﺮﻧﻴﺘﻴﻘﺎ ‏( ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ‏) ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺗﻤﺸﻴﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﺻﻄﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ : ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ :
ﺗﺄﻭﻳﺞ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ .
ﺗﺄﻭﻳﺞ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ .
ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ .
ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ .
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﻥ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ ﻹﺳﺘﺒﺎﻕ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ . ﻓﺎﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻋﺒﺮ ﺧﻠﻖ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻫﻮ ﺑﻨﻴﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ .
ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ
ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻛﺤﻞّ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺮﻛّﺐ، ﻣﻨﻬﺞ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻓﻴﻪ 3 ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻻ ﻳﺘﻢّ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﺟﺮﺍﺋﻴﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺩﻳﺪﺍﻛﺘﻴﻚ ‏( ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ ‏) ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .
1 ‏) ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻲ :
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ . ﻭﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﻨﻴﺔ ﺃﻱ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻼﺋﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭﺷﻜﻠﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻳﻤﺜﻞ " ﻛﻞ " ﻟﻪ ﻃﺎﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ ﻭﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈّﺮ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭﻧﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻟﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻛﺎﻣﻼ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺷﻜﻼ ﺃﻛﺴﻴﻮﻣﻴﺎ ﺻﺮﻓﺎ ‏( ﺍﻻﻛﺴﻴﻮﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺿﺮﺏ ﺻﻮﺭﻱّ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺘﺪﺃ ﺑﺠﺮﺩ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻼﻭﻟﻴﺎﺕ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭّﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ‏) ﺃﻭ ﺷﻜﻼ ﺷﺒﻪ ﺃﻛﺴﻴﻮﻣﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺭﻣﻮﺯ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻣﻮﺯ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺭﺳﻮﻡ ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭﻧﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻳﻴﺾ .
• ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﺎﺩﻳﺔ : ﺗﺘﺮﺟﻢ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ... ﺃﻱ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻣﺠﺮّﺩﺓ .
• ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺭﻣﺰﻳﺔ : ﺗﺘﺮﺟﻢ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻣﺠﺮّﺩﺓ .
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻲ ﻟﻠﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺑﺴﺘﻴﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ 06 ﺷﺮﻭﻁ :
- ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ
- ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ
- ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ
- ﺍﻻﺷﺒﺎﻉ
- ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ
- ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
2 ‏) ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﻻﻟﻲ :
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﻻﻟﻲ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ ‏( ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻪ ‏) ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺑﻬﺪﻑ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻼﺀﻣﺔ .
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﻥ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ‏( ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻧﺠﺎﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻲ ‏) ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻓﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻫﻮ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺣﻘﻞ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺣﻘﻞ ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻭﻣﺘﻌﻠﻖ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪّﺓ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻤﺬﺝ ﻳﻜﻮّﻥ ﻧﻤﺎﺫﺟﻪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺎ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻟﻴﺲ ﺣﻴﺎﺩﻳﺎ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻭﻋﻠﻨﻴﺔ ‏( ﻋﻜﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ‏) ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺗﻮﺿﺢ ﻗﺒﻠﻴﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻻ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺘﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﺮﻧﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺛﺮﻳﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻷﻥ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺧﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻋﺎﻡّ ﺷﺎﻣﻞ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺴﻖ ﻭﺗﺘﺤﺪّﺩ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮﺫﺝ ﺇﻣﺎ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ .
3 ‏) ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻟﻲ :
ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻟﻲ ﻟﻠﻨﻤﺬﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ . ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻟﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻭﺗﺤﻜﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻭﻳﺘﺄﻛّﺪ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ . ﻓﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ، ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻬﺎ ﻓﻲ 3 ﺍﺳﺎﺳﻴﺔ .
• ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ : ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ ﻋﺒﺮ ﺍﺑﺮﺍﺯ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻤﻨﻤﺬﺝ ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻭﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ .
• ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺗﻮﻗﻌﻴﺔ : ﺇﺫ ﻳﻤﻜّﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﺑﺮﺩﻭﺩ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺠﺮ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .
• ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ : ﻳﻮﻓّﺮ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺈﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ .
ﻭﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ، ﺑﻞ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻧﺠﺎﺯﻫﺎ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻭﺗﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺧﻄﻴﺮﺓ .
ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺍﻟﻤﻨﻤﺬﺝ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﺤﺎﺳﻮﺏ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﺮﻃﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﻴﻦ : ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻨﻘﻠﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﺳﻮﺏ ﺃﻥ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻬﺎ .
ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ
ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻐﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻳﻀﻌﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻓﺄﻭّﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻛﻠﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ؟ ﺛﻢ ﻣﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﻞّ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻳﺘﻴﻘﻴﺎ ﻋﻠﻢ ﻻ ﻳﻬﺘﻢّ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺿﺤّﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ . ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﺗﻈﻨﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﺫ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻻ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻤﻜﻨﺔ . ﻭﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﺀﻣﺔ ﻳﺤﻞّ ﻣﺤﻞّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﻻ ﺗﺆﺳّﺲُ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻛﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻘﻂ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺒﻮﻟﻪ . ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻤّﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻻ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ .
ﻣﺸﻜﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﻄﺮﺣﻪ " ﻧﻴﻜﻮﻻ ﺑﻮﺑﻮ " ﻓﺎﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺛﻢ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ " ﺑﻮﻟﻮ " ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .
ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻣﻨﻈﺮﻭ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺸﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ " ﺑﺎﺳﻜﺎﻝ ﻧﻮﻓﻴﻞ " ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﺗﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ، ﺇﻫﻤﺎﻝ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺼﺪﻱ ﻣﻤّﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ " ﻻﺩﺭﻳﺎﺭ " ﻫﻮ ﺗﻤﺜّﻞ ﻳﻌﻜﺲ ﻏﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻤﺬﺝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ‏( ﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ‏) ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻠﻤﺎ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻴﺎ . ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﻞّ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﺘﻢ ﺍﻧﺠﺎﺯﻩ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻴﺎﻕ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺧﺘﺰﺍﻟﻴﺔ ﺗﺘﺄﻛّﺪ ﻛﺤﺪّ ﺍﺑﺴﺘﻴﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻨﻤﺬﺟﺔ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺤﻜّﻢ ﻣﺘﻮﺍﻃﺌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻓﺎﻟﻤﻨﻤﺬﺝ ﻳﻨﻤﺬﺝ ﻟﺮﺟﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻐﺎﻟﻂ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻐﺎﻟﻂ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺒﺮﻧﺘﻴﻘﺎ ﻳﻴﺴّﺮ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ " ﺃﻻﻥ ﺑﺎﺩﻳﻮ " ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ " ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ " ، ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻌﻮﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺮّﺝ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻛﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺘﻮﺍﻃﺌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺠﺎﻧﺐ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﻳﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻧﺴﺎﻧﻲ.



إذا أردتم طرح أسئلة يمكنكم ترك تعليق

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع