أجمل تلخيص لرسالة الغفران أجمع عليه العديد من الأساتذة
ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﻤﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺜﺮ، ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﺼﻒ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﺩﺍﻧﺘﻲ، ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻓﻜﺮﺓ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﻪ .
ﻭﻗﺪ ﻃﺒﻌﺖ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭﺗﻬﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ .
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ :
ﺗﻌﺪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺭﻭﺍﺋﻲ ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺑﻄﻼً ﻟﺮﺣﻠﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻳﺤﺎﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻓﺮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﺑﺨﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﺎﻣﺢ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻮﺻﻒ ﺣﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻄﻌﻤﺎً ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺃﺑﻴﺎﺕ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻳﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻐﻮﻳﺎً ﻭﻋﺮﻭﺿﻴﺎً ﻭﺑﻼﻏﻴﺎً .
ﻭﻳﺘﻨﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻠﺘﻘﻲ ﻭﻳﺤﺎﻭﺭ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﻛﺰﻫﻴﺮ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﻭﺍﻷﻋﺸﻰ ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺑﺮﺹ ﻭﺍﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﺍﻟﺬﺑﻴﺎﻧﻲ ﻭﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺍﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﺍﻟﺠﻌﺪﻱ . ﺛﻢ ﻳﻮﺿﺢ ﻗﺼﺔ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻊ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺧﺎﺯﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﻣﺴﺎﻣﺮﺍﺗﻪ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻭﺃﺩﺑﺎﺀ ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﺄﺩﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻨﻌﻤﻮﻥ ﺑﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﻴﻮﺭ ﻭﺣﻮﺭ ﻋﻴﻦ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﻣﻘﻴﻢ . ﺛﻢ ﻳﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻤﺪﺍﺋﻦ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﻓﻴﺤﺎﻭﺭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﺜﻞ " ﺃﺑﻮ ﻫﺪﺭﺵ " ﻭﻳﻠﺘﻘﻲ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﺤﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻳﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ . ﺛﻢ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻣﺮﺗﻬﻢ ﻭﺳﺆﺍﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺷﻌﺮﻫﻢ ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻭﻧﻘﺪﻩ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺇﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻭﻋﻨﺘﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ ﻭﺑﺸﺎﺭ ﺑﻦ ﺑﺮﺩ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻭﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﻗﺶ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﻗﺶ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﺸﻨﻔﺮﻯ ﻭﺗﺄﺑﻂ ﺷﺮﺍً ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﻧﻌﻴﻤﻬﺎ .
ﺗﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﺍﺭﺍﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻣﻬﻤﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﻴﺚ ﺣﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺍﺕ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ .
ﺭﻛﺰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻱ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻹﺑﺮﺍﺯ ﻏﺮﺿﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩﻩ ﺏ )) ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺃﺩﺑﻲ ﻭﻳﺮﻛﺰ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺇﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺷﻚ ﻭﺯﻧﺪﻗﺔ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﺧﻤﺴﺔ ﻫﻲ :
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ
)) ﺃﻗﺘﺒﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺷﻠﻖ ((
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ , ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺳﻢ ﺃﺩﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ , ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﺪﺃ , ﻗﺪ ﺩﻣﻎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺮﺍﺩﺗﻪ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺃﻋﺪﻯ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻬﻮ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ، ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﺴﻌﺔ ﺍﻃﻼﻋﻪ ﻓﺎﺽ ﻛﻤﺎ ﻓﺎﺽ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ .
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻣﺴﺮﻓﺎ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ , ﻭﺍﻟﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﺨﺎﺻﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ , ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺋﻪ , ﻭﻣﻨﺎﺯﻉ ﻓﻜﺮﻩ , ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻟﻢ ﻧﺄﻟﻔﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻧﻪ ﺃﺣﻴﻰ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺍﺗﺎً , ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ , ﻭﺍﻟﺸﺎﺫ ﻓﻴﻬﺎ , ﻣﺘﺼﺮﻓﺎ ﺑﺎﻻﺷﺘﻘﺎﻕ , ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻞ، ﺣﺘﻰ ﺻﺢ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻳﻠﻲ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ , ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻛﺎﻷﺭﻗﺎﻡ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺟﻨﺤﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻤﺎﺋﻴﺔ , ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻔﻴﺜﺎﻏﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺮﻣﺴﻴﺔ , ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ , ﻭﻓﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﻴﺒﻪ ﻋﻨﻪ )) ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ (( ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ .
ﻭﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ , ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻪ، ﻭﻧﻘﺪﻩ، ﻭﻣﻘﺎﺑﻼﺗﻪ , ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ , ﻭﺑﺎﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻭﺍﻻﻓﺮﺍﺩ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ , ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺆﻭﻧﻪ , ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺣﺼﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻕ , ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ , ﻭﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ، ﻓﺠﺎﺀﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻳﻨﺒﺶ , ﻭﻳﻜﺸﻒ , ﺃﻭ ﻳﺼﺤﺢ ﺃﻭ ﻳﻔﻀﺢ .
ﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺍﺻﻄﺪﻡ , ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﺎﺀ , ﺃﻭ ﻳﻨﻄﻮ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻤﺤﻮﺓ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ , ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳـﺘﺄﻣﻞ، ﺛﻢ ﻳﺘﺤﺪﻯ , ﻟﻴﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ , ﻭﺩﻭﺯﻧﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺀﺕ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ , ﻭﺣﺪﺩ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ , ﻓﻠﺠﻤﻬﺎ , ﻭﻧﺴﻖ ﻣﻨﺎﺯﻋﻬﺎ , ﻣﻤﻬﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻛﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻠﺘﻔﺎً ﻓﻲ ﻗﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺻﺪ , ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺑﺔ ﻛﺎﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ , ﻭﻻ ﻋﺎﺑﺜﺎ ﻻﻫﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻟﺠﺎﺣﻆ , ﺃﻭ ﺳﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺎ ﻛﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ , ﺃﻭ ﺯﺧﺮﻓﻴﺎ ﻛﺄﺑﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ، ﻭﻻ ﻇﻼ ﻛﺄﺑﻲ ﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻱ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺪﻣﻪ , ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ , ﻭﻳﻌﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ , ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻯ .
ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ : ﺃﻟﻴﺲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺭﺍﺋﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ , ﻗﺒﻞ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ ﻭﻛﻴﺮ ﻛﺠﺮﺩ , ﻭﺳﺎﺭﺗﺮ، ﻭﻛﻠﻮﺩﻳﻞ ؟
ﻭﻫﻞ ﺗﻐﻴﺐ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻮﺩﻳﻞ , ﻭﻫﻴﺪﺟﺮ , ﺃﻭ ﺟﻒ ﻣﺜﻞ ﻛﻴﺮﻛﺠﺮﺩ ﻭﺳﺎﺭﺗﺮ؟
ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺃﻭ ﻓﻨﺎﻥ _ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﺑﻠﻎ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﺭ _ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﻀﻤﻴﺮﻩ ...
1 ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ :
ﺣﻤّﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺘﻪ ﻭ ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺰﻭﻣﻴّﺎﺕ، ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘـﺎﺩﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺘﻄﺮّﻕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳـﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﺒﻄّﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻫﺰﻝ ﻭ ﺇﻣﺘﺎﻉ ﻭ ﺿﺤﻚ ﻭ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭ ﺑﻜﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺂﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﺎ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺑﻴّﺔ :
ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻣﻦ ﻛﺘـﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮّﺳـﺎﻟﺔ ﻣﻄﻴّﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻤﺲّ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﺄﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻪ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻜﺴّﺐ ﺑﺎﻟﺸّﻌﺮ ﻭ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻟﻘﺎﺀ ﻋﻄﻴّﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﺃﻭ ﻫﺪﻳّﺔ ﺗﻬﺪﻯ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻌﻠّﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ « ﺃﻧﺎ ﻓﻼﻥُ ﺍﺑﻦ ﻓﻼﻥٍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣَﻠَﺐَ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﺗﻘﺮّﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺑﺌﺲ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﺔ، ﺇﻧّﻬﺎ ﺗَﻬَﺐُ ﻏﻔّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻻ ﻳﺘّﺴﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ، ﻭ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﺰﻟّﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ ﻭ ﻛﻢ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﻣﺜﻠﻚ 1]«... ] . ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﻴّﺔ ﺍﻹﻧﺘﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺻﺮّ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻏﻢ ﺭﻓﻀﻪ : « ﺁﻟﻴﺖ ﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّﻈﻴﻢ، ﻭ ﻻ ﻧُﻄﻖَ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻱ ﻭ ﺇﻧّﻤﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﻴﻦ 2]«... ] . ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ ﻳﺘﺠﻠﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻄّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﺻﺨﺮﺍ ﻗﺪ ﺃُﺧﺬ ﺑﺬﻧﺐ ﺃﺧﺘﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺘﻬﺎ ﻓﻜﺎ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨّﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺠﺴﻴﺪﺍ ﻟﻤﻘﻮﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﺒﺢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ﻳﻨﺎﻝ ﺻﻚّ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺑﻴﺖ ﺻﺪﻕ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﻫﺠﺎ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ :
ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺗﺮﻓﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﺪّ ﺍﻟﺘﻬﺘّﻚ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻮﻥ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺯّﻋﺔ ﺗﻮﺯﻳﻌﺎ ﻋﺎﺩﻻ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮّﺧﺎﺀ ﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣـﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄّﺒﻘﻴّﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻨﺠﺪ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﻣﺜﻼ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﺼﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺃﻳﻀﺎ « ﺭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮﺭ ﺳﻜّﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﺠﺮﺓ ﻗﻤﻴﺌﺔ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺰﺍﻙٍ 3]« ] . ﻛﻤﺎ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺗﻜﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻋﻬﻢ ﺭﺍﺩﻉ ﺃﻭ ﻳﺼﺪّﻫﻢ ﺧﻠﻖ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻊ ﺍﻟﺤﺴّﻴﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ ﻭ ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﻳﻘﻤﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺠﻦّ ﻭ ﺍﻹﻃّﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺴﺎﻧﺤﺔ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﻏﺮﻳﺰﺗﻪ ﻭ ﺣﻮﺍﺳّﻪ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪّﻳﻨﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ :
ﻓﻀﺢ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺪّﻳﻦ ﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﻣﺘﻬﺮّﺋﺔ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻹﻗﺼﺎﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻨّﻔﺎﻕ ﻋﻤﻠﺔ ﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰّﻧﺪﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻠﻮّﻥ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨّﺔ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺧﻮﺭ ﺍﻟﺪّﻧﻴﻮﻱّ ﺗﺴﺘﺒﺎﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮّﻣﺎﺕ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﺘﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﺼّﻐـﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪّ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻼ ﺩﻳﻦ ﻳﺮﺩﻉ ﻭ ﻻ ﻣﻠﻚ ﻳﻜﺘﺐ ﻭ ﻳﺴﺠّﻞ، ﻓﺪﻧّﺴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺎﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻨّﻊ ﻋﻦ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﺸّﻬﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﻣﺠﺮّﺩ ﺇﺭﺟﺎﺀ، ﻗﺼﺪ ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﻛﻞّ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻗّﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺺّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨّﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ .
ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺼﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻭ ﺳﺠّﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧّﻪ ﺭﺩّ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻣﻘﺪّﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻳﻌﻠّﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺁﻣﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨّﺔ ﻛﺄﻥ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻّ ﺑﺈﺫﻧﻪ]﴾ 4 ] ﻭ ﻗﻮﻟﻪ﴿ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻟِﻲّ ﻭ ﻻ ﺷﻔﻴﻊ]﴾ 5 ] ﻭ ﻗﻮﻟﻪ﴿ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻔﻴﻊ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﺫﻧﻪ]﴾ 6 ﴿[ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ]﴾ 7 ] ﻭ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻠﻚ .
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺃﺟﻨﺎﺳﻴّﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ :
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻡ ﻗﺼّﺔ ﺃﻡ ﻣﺴﺮﺣﻴّﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻧﻲّ؟؟ ﺃﻡ ﺇﻧّﻪ ﺷﻲﺀ ' ﺗﻠﻔﻴﻘﻲّ ' ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ؟؟ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺇﻗﺤﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻣﻘﺼﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍ ﺁﺧﺮ ﻓﺒﻨﺖ ﺍﻟﺸّﺎﻃﺊ ﻣﺜﻼ ﺗﻘﺮّ ﺑﻜﻞّ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺑﺄﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻣﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺛﺮ ﻗﺼّﺔ ﺃﻭ ﻫﻮ ﺟﻤﺎﻉ ﻗﺼﺺ ﻋﺪﺓ ﻳﻘﻮﻝ « ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥّ ﻟﻜﻞّ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻗﺼّﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ... ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻳﻨﻀﻢّ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻭ ﺍﻟﺮّﺍﻭﻱ ﻳﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ .. ﻭ ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻗﺼّﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ، ﻭ ﻫﻲ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ 8]« ] . ﺃﻣّﺎ ﻣﺆﻟّﻔﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺩﺑﻴّﺔ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭ ﺇﻥ ﺃﻗﺮّﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﺃﺩﺑﻴّﺔ ﻋﺪّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻻﻥ : « ﻓﻬﻮ( ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖّ ﺟﻤﺎﻉ ﺃﺟﻨﺎﺱ، ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭ ﺻﺪﺍﻣﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼّﺔ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭ ﺣﻴﻠﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻐﻨﻰ ﻭ ﺇﻳﻘﺎﻋﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴّﺠﻊ ﻭ ﺃﺟﺮﺍﺳﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺑﺄﻟﻮﺍﻧﻪ 9]« ] ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺃﻗﺮّﺍ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﺄﻥّ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻗﺼّﺔ ﺗﺮﺳّﻠﻴّﺔ ﺃﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﺼﺼﻴّﺔ : « ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﺳﺘﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴّﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺨﺮﻳﺞ : ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻗﺼّﺔ ﺗﺮﺳّﻠﻴّﺔ ﺃﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﺼﺼﻴّﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺨﻴّﻞ ﻭ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﺇﺿﺎﻓﻴّﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸّﺄﻥ 10]« ] .
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﺮّﻛﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺤﺪّﺩ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻭ ﺇﻥ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮّﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺺّ ﻭ ﺃﻧﻤﺎﻃﻪ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺄﻱّ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻗﺼّﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ ﻓﺎﻟﺤﺒﻜﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮّﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴّﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻟﺒﻄﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻬﺞ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻳﺘﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻹﺳﺘﻄﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤّﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺺّ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮّﺩ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ .
ﺇﻥّ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺼّﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺟﻲ ﺃﻭ ﺗﻴﻤﻮﺭ ﺃﻭ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺺّ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺴﺘﺒﻴﺢ ﻣﺎ ﻳﻌﺪّ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺺّ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﻭﻫﻲ ﻧﺺّ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﺧﻀﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻷﺟﻨـﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻔﻠّﺖ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﻭ ﻇﻞّ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍ ﻻ ﻳﺮﻭﻡ ﻗﻴﺪﺍ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ :
ﺃﻧﺸﺄ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻗﺼﺼﻴّﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﺎﺧﺮ ﻭ ﻣﺘﻬﻜّﻢ ﻟﻴﻄﺮﺡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﻭ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻫﺰﻟﻴّﺘﻪ، ﻳﺤﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻀﺤﻚ، ﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻋﺪّﺓ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺍﻷﺿﺤﻮﻛﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ، ﻭ ﻫﻲ ﻭ ﺇﻥ ﻋﻤﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻋﺰﻋﺔ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪّﻡ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﺮﺗﻬﻨﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺒﻴّﺎﺕ .
ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺺّ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲّ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ : ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ :
ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ :
ﺗﺒﻴّﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻨّﻴّﺔ ﻟﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺺّ ﻓﻲ ﻧﺺّ ﻗﺪﻳﻢ .
ﺍﺳﺘﺠﻼﺀ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ .
ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮّﺃﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ :
" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ " ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ :
ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺘّﻮﺟﻴﻬﺎﺕ :
ﻳﺘﻢّ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺏ :
ـ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴّﺔ :
• ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ ( ﺃﺻﻨﺎﻓﻬﺎ، ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ، ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ
• ﺍﻟﺮّﺍﻭﻱ ( ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ، ﻣﻮﺍﻗﻌﻪ، ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ • ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲّ ( ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ، ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ، ﺑﻨﺎﺅﻩ .
• ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻧﻲّ ( ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ، ﺩﻻﻻﺗﻪ، ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺗﻪ .
ـ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ :
• ﻣﺼﺎﺩﺭﻩ ( ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺍﻟﺴّﻨّﺔ، ﺍﻟﺸّﻌﺮ، ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ .
• ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ( ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲّ، ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺒﻲّ، ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲّ .
• ﺗﻘﻨﻴّﺎﺗﻪ ( ﺍﻟﺘّﺤﻮﻳﻞ، ﺍﻟﺘّﻬﻮﻳﻞ، ﺍﻟﺘّﺮﻛﻴﺐ .
ـ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻬﺰﻝ :
• ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ، ﺍﻟﺘّﻬﻜّﻢ، ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺒﺚ .
ـ ﺍﻹﺿﺤﺎﻙ :
• ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ( ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ، ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘّﻔﺎﻫﻢ، ﺍﻟﺘّﻜﺮﺍﺭ، ﺍﻟﺪّﻋﺎﺀ، ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ .
• ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ( ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺔ ﺍﻟﺴّﺎﺫﺟﺔ .
ـ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ :
• ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ .
• ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ( ﻟﻐﻮﻳّﺔ، ﺃﺩﺑﻴّﺔ
ـ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻣﻦ :
• ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪّﻳﻨﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺍﺋﻴّﺔ .
• ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ .
• ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺴّﻠﻮﻙ .
• ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ .
ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ :
ﻻ ﻳﻤُﺜّﻞ ﻗﺴْﻢُ ﺍﻟﺮِّﺣْﻠَﺔِ ﻣِﻦْ ﺭِﺳﺎﻟﺔِ ﺍﻟﻐُﻔﺮﺍﻥِ ﻣُﺠﺮّﺩَ ﺭِﺣْﻠﺔٍ ﺳَﻤﺎﻭﻳّﺔٍ ﻓِﻲ ﻋﺎﻟﻢِ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝِ ﻓﻘﻂْ ﻭﻟﻜﻨّﻪُ ﻃﺮْﺡٌ ﻟﺠﻤُﻠﺔٍ ِﻣﻦَ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜْﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴّﺔ ﺑﺄُﺳْﻠُﻮﺏٍ ﺳَﺎﺧﺮٍ .
ﺣﻠّﻞْ ﺍﻟﻘَﻮْﻝَ ﻣُﻌْﺘﻤِﺪًﺍ ﺷﻮﺍﻫِﺪَ ﺩَﻗِﻴﻘَﺔ ﻣِﻦْ ﺭِﺣْﻠَﺔِ ﺍﻟﻐُﻔْﺮﺍﻥ .
ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ :
- ﻻ ﻳﻤُﺜّﻞ ﻗﺴْﻢُ ﺍﻟﺮِّﺣْﻠَﺔِ ﻣِﻦْ ﺭِﺳﺎﻟﺔِ ﺍﻟﻐُﻔﺮﺍﻥِ ﻣُﺠﺮّﺩَ ﺭِﺣْﻠﺔٍ ﺳَﻤﺎﻭﻳّﺔٍ ﻓِﻲ ﻋﺎﻟﻢِ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝِ ﻓﻘﻂْ :
- ﺭﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ......+
- ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ " ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ , ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ , ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .....
- ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴّﺔ :
*- ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ :
- 1 ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺩﻳﻨﻴّﺔ - 2 : ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ – :3 ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ
- ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ " ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺣﺪّﻩ , ﺍﻟﻤﺪﺡ ’ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺿﻴّﺔ , ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ ".......
- ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ :
ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ "
- ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ + ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ : ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ
ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ :
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟـــــﺨﻴﺎﻝ
ﺗﺠﻠّﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﺪّﺓ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ , ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ , ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺠﻴﺐ ﻏﺮﺍﺋﺒﻲ ﻻ ﻣﻌﻘﻮﻝ : ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻋﺠﻴﺐ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﻏﺮﺍﺋﺒﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴّﺘﻪ " ﻛﺜﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺒﺮ , ﻧﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺕ , ﻭﺩﺭ ّ , ﻭﺻﺨﻮﺭﻩ ﻣﻦ ﺯﻣﺮّﺩ , ﺧﻤﺮﻩ ﻭﺣﻠﻴﺒﻪ ﺃﻧﻬﺎﺭ , ﺳﺤﺎﺑﻪ ﻳﻨﺜﺮُﺣﺼﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﻮﺭ , ﻇﻼﻝ ﺷﺠﺮﻩ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ , ﻣُﻜﻮّﻧﺎﺗﻪ ﻻﻳّﺼﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘّﻐﻴﻴﺮ , ﻭﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ , ﺛﻤﺮ ﺷﺠﺮﻩ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ , ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺨﻠُﻮﺩ " ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻷﺻﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸّﺠﺮ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﺗﺨﺘﻠﺞ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨّﻐﺒﺔ ﻓﻼ ﻣﻮﺕ ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ "...
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ : ﻳﺘﻤﻴّﺰ : ﺑــ :
ﺯﻣﻦ ﺇﻻﻫﻲ ﻣُﻄﻠﻖ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣُﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻨّﺴﺒﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪُﻭﺩﻳّﺔ "... ﻳﻮﻡٌ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ "
ﺯﻣﻦ ﻻ ﻳُﺆﺛّﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸّﺨُﻮﺹ " : ﻭﺳُﻌﺪٌ – ﺃﻧﻬﺎﺭ - ﻣﻦ ﻟﺒﻦ ﻣﺘﺨﺮّﻗﺎﺕ ﻻ ﺗُﻐﻴّﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ
ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﺯﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻌﺪ
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ
ﺗﺠﺴﻤﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ :
ﺃ : ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ : ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺷﺨﺼﻴّﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﻌﻴّﺎﺕ ﺯﻣﻨﻴّﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ " ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ , ﻭﺍﻷﻣﻮﻱ , ﻭﺍﻟﻌﺒّﺎﺳﻲ , ﻭﺁﺩﻡ
ﺏ : ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠّﻐﻮﻳّﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ : ﺇﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺷﺨﻮﺹ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻠّﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ " ﺍﻷﻓﻌﻰ , ﺍﻷﺳﺪ , ﻳﺤﺎﻭﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻭﻳُﻨﺎﻗﺶ
ﺝ : ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻥ , ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺯﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ ....... ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ
ﺩ : ﺍﻟﺘﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄّﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ : ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻣﺒﺼﺮ ﺑﻞ ﺃﺣﻮﺭ , ﺃﺟﻤﻞ ﻋﻴﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻋُﻮﺭﺍﻥ ﻗﻴﺲ , ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺃﻧﺼﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﻮﺭ ﺗﺤﻮﻝ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺏ ... ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺎﻝ ﺣُﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﻮﺭ ﻋﻦ ﺑﺼﺮﻩ " ﺇﻧﻲّ ﻷﻛﻮﻥُ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻓﺄﻟﻤﺢُ ﺍﻟﺼّﺪﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﺑﻤﺸﺎﺭﻗﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪٌ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ "...
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ :
ﺗﺠﺴﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ : ﺧﺮﻭﺝ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ , ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ . ﺍﻹﻭﺯ "... ﺑﻌﺪ ﺃﻛﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻧﻘﻀﺎﺏ ﻋﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ , ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺗﻨﻀﺢ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ , ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺗﺤﻠﻖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪّ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ , ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﻮﻳﺒﻪ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺳﺮﺏ ﺍﻹﻭﺯ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺭﺍﻗﺼﺔ " ﻭﻳﻤﺮّ ﺭﻑ " ﺟﻤﺎﻋﺔ " ﻣﻦ ﺇﻭﺯ ﺍﻟﺠﻨّﺔ .. ﻓﻴﻨﺘﻔﻀﻦ ﻓﻴﺼﺮﻥ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﻳﺮﻓﻠﻦ ﻓﻲ ﻭﺷﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ "..
ﺍﻟﻘـــﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ :
ﻋﻘﺪﻳـــــــﺔ :
ﺃ – ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨّﻌﻴﻢ ﺃﻣﺮﺍ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﺑﻠﻮﻏﻪُ ﻣﻤّﺎ ﻳﺸﺠّﻊُ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ
ﺏ - ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸّﻔﺎﻋﺔ : ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤُﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺸّﻴﻌﻲ ﻷﻧﻪ ﺇﺑﻄﺎﻝ ٌ ﻟﻠﺤُﻜﻢ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮٌ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﺩﻳﻨﻴّﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴّﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ
ﺝ : ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘّﺼﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩّﻳﺔ ﻟﻠﺠﻨّﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّﺼﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤّﺴﻴﺔ ﺃﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ ﻗُﺪﺳﻴّﺘﻬﺎ .
ﺩ : ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻭﻋٌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺼّﺮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ
ﻧﻘﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻫﻮ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻼّﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻦ ﺃﻓﻠﺲ ﺣﻀﺎﺭﻳّﺎ ﻭﺗﻤﻴّﺰ ﺑﺎﻟﺒُﺆﺱ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻭﺭﻗّﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺃﺧـــــــﻼﻗﻴﺔ
ﻓﻀﺢ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ " ﺍﻟﻠﻮﺍﻁ , ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺨﻤﺮﻳّﺔ , ﺍﻟﺨﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ , ﺍﻟﻌﺮﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻥ , ﻣﺜﺎﻝ " ﻭﻳﺨﻠﻮ ﻻ ﺃﺧﻼﻩ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺤﻮﺭﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ .. ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦّ ﻳﺘﺮﺷّﻒُ ﺭﺿﺎﺑﻬﺎ " " ﺇﻥّ ﺍﻟﺨﻤﺮﺓ ﺣﺮّﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﻭﺃﺣﻠّﺖ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻬﻞ ﻳﻔﻌﻞ ُ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤُﺨﻠّﺪﻳﻦ ﻓﻌﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘّﺮﻳّﺎﺕ "
ﺍﺟﺘــــــﻤﺎﻋﻴﺔ :
ﺃ : ﺍﻟﻄّﺒﻘﻴّﺔ : ﺗﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺑﺎﻟﺘّﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺼّﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ " : ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳُﻠﻤﻰ " ﻭُﻫﺐ ﻟﻪ ﻗﺼﺮٌ ﻣﻦ ﻭﻧﻴّﺔ " ﻭﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ " ﺑﻴﺖٌ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻛﺄﻧّﻪ ﺣﻔﺶ ﺃﻣﺔ ﺭﺍﻋﻴﺔ "
ﺏ : ﺍﻟﻮﺻﻮﻟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ : ﺗﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺑﺎﻟﺴّﻠﻮﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮّﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺩّﺩ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰّﻫﺮﺍﺀ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺪّﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻠﺮﺳُﻮﻝ ": ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞٌ ﺳﺄﻝ ﻓﻴﻪ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ "
ﺝ : ﻧﻘﺪ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻭﺍﻗﻊ : ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻭﻋﺎﺀ ﻟﻠﺬّﺓ ﻭﻣﻠﺒّﻴﺔ ﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻬﻲ ﺇﻣّﺎ ﻗﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﻗﺼﺔ
- ﺳّﻴــــــــﺎﺳﻲﺓّ :
ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﺘﺤﻜّﻢ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ : ﺩﻭﺭ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻻﻫﻴّﺔ ﻣُﻌﺎﺩﻝ ﺭﻣﺰﻱ ﻟﺘﺤﻜّﻢ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﻥ .
ﻓﻀﺢ ﺍﻟﺪّﺳﺎﺋﺲ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ " : ﻳﺠﺐُ ﺃﻥ ﻳُﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻳﻌﺒﺮ ﻓﻴﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻴﺮﻓﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒّﺎﺭ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﻼ ﻳﺠٌﺮّ ﺫﻟﻚ ﺇﻻّ ﻣﺎ ﺗﻜﺮﻫﺎﻥ "
ﻧﻘﺪ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﺮّﺍﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮّﻋﻴّﺔ : ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ (==. ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴّﻴﻠﺴﺔ ﺗﻤﻴّﺰ ﺑﺎﻟﺤﺪﺓ ﺇﺯﺍﺀﻫﻢ ﺣﻴﺚٌ ﺃﺩﺧﻠﻬُﻢ ْ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨّﺎﺭ : ﻣﺜﺎﻝ ": ﻭﺍﻟﺸّﻮﺱ ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺗﺠﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﺰّﺑﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨّﺴﻮﺓ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻥ ﻳُﺼﺮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻓﺮﻭﻋﻬﻦّ ﻭﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻦّ "
ﺍﻟﻘـــﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺑـــﻴّﺔ
ﺃ : ﺣﺪّ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻭﻓﻀﺢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻟﻤﺪﺣﻲ ﺍﻟﺘﻜﺴّﺒﻲ " ﺑﺌﺲ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﺔ ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﻬﺐُ ﻏُﻔّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻻ ﻳﺘّﺴﻊُ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ "
ﺏ : ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﺰ : ﻭﺿﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﺣﺮﻣﺨﻢ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻭﻟﺬّﺍﺗﻪ " : ﺇﻥّ ﺍﻟﺮّﺟﺰ ﻟﻤﻦ ﺳﻔﺴﺎﻑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺾ , ﻗﺼّﺮﺗﻢ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨّﻔﺮ ُ ﻓﻘُﺼّﺮ ﻟﻜﻢ "
ﺝ : ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ : ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺸﻰ " ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻤّﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨّﻰ ﻭﺇﻧﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻤﻮﻟﻊٌ ﺑﺎﻟﻤﻨُﺤﻮﻻﺕ "
ﺩ : ﺍﻟﺴّﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸّﻌﺮﻳّﺔ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ " : ﻋﻤﻠﺖ ُ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻭﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ " ﺭﺿﻮﺍﻥ " ﻓﻲ ﻭﺯﻥ ﻗﻮﻝ ﻟﺒﻴﺪ "
ﻫـ : ﺭﺩﺍﺀﺓ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨّﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ : ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨّﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻭﻧﻬﻮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺃﺧﻼﻗﻴّﺔ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻴّﺔ ﻭﻣﺬﻫﺒﻴّﺔ ﻭﺗﻤﻴّﺰﻩ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻠّﻔﻈﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩّﻱ ﻣﺜﻞ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺄﺑﻐﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺤﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟــــﺴّﺎﺧﺮ
ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻀﺎﺀ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨّﻘﺪﻳّﺔ ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻗﺪّﻣﻪٌ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﺎﺧﺮ ﺗﻤﺜّﻞ ﻓﻲ :
: ﺍﻟﺠﻨّﺔ / ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﺑﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ( ﻣﺠﻮﻥ , ﺷﺬﻭﺫ , ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ’
ﺍﻟﺘﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻭﺍﻟﺴّﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻧّﺲ
ﺍﻟﺠﻨﺲ , ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻣﺔ :, ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ ﻓﺎﺯﺕ ﺑﺎﻟﺠﻨّﺔ ﺑﺤﺠﺞ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻭﻻﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺑﺮﺹ ﺑﺒﻴﺖ ﻣﻦ
ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ
ﺍﻟﺸﻌﺮ , ﺍﻟﺤُﻄﻴﺌﺔ ﻷﺟﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺻﺪﻕ , ﺍﻷﻋﺸﻰ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﺪﺣﻴّﺔ , ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺑﺼﻚّ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ (== ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
- ﺳُﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ : ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺠﺎﺩّﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻫﺰﻟﻴّﺔ :
- ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺭﻫﺒﺔ ﻭﺧﻮﻑ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﻠﻤﺰﺍﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘّﻮﺩﺩّ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴّﻞ ﻭﺍﻟﺼّﺮﺍﺥ ﻭﺍﻟﻌﻮﻳﻞ ...
- ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺤﺎﺩّ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺷﻌﺮﻳّﺔ ﺃﺩﺑﻴّﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨّﻘﺎﺵ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻬﻤﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺘّﺠﻨّﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ "... ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﺷﻴﺨﺎ ﻟﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭّﺱٌ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺮﺱ ﺑﻪ ﻗﻮﻡٌ ﻳُﻄﺎﻟﺒُﻮﻧﻪ ٌ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪُ : ﺗﺄﻭﻟﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻇﻠﻤﺘﻨﺎ ..
- ﺭﺳﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﻮﻕ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺼّﺮﺍﺥ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﺣﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺩّﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ
- ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻨّﻘﺎﺵ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺑﻐﺔ ﺍﻟﺠﻌﺪﻱ ﻭﺍﻻﻋﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﺧﺼُﻮﻣﺔ ﺗﻄﻮّﺭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻠّﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﺴّﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺑﺰ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺗّﻬﺎﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺎﺩّﻱ " ﻓﻴﻀﺮﺑُﻪ ﺑﻜﻮُﺯ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ "
- ﺍﻟﺮّﺳﻢ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ : ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺯﻗﻔﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ؟
ﻭﻫﻮ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ " ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺴﻚ ﻭﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ
- ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻝ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻳﺴﺄﻝُ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨّﺎﺭ ﺭﻏﻢ ﻋﺬﺍﺑﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺮﻱﺀ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨّﺎﺭ " ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﻨﺪ ﺇﻥّ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﻴﻦ ﻳُﻨﺸﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻔﺎ ﻧﺒﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ :..
- ﺗﻮﺳﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﻠﺪّﺧﻮﻝ ﺧﻠﺴﺔ ﻭﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻟﻠﺠﻨّﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘّﻮﺩﺩّ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﻟﻦ ﻭﺯﻓﺮ ﻭﺣﻤﺰﺓ " : ﺃﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻃﻦ ﺗﺠﻴﺌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ ؟ "..
- ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺷﻴﺦ ﻳُﻈﻬﺮ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﻳﺘﺮﺷّﻒُ ﺭُﺿﺎﺏ ﺟﺎﺭﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﺮﺑﺪُ ﻭﻳُﻘﻴﻢ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻷﻧﺲ ﻭﺍﻟﻄّﺮﺏ ﻭﻳﺨﺎﺻﻢ ُ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴّﻜﺮ ﺃﻭ ﻳﺨﺘﻠﺲ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﻑ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴّﺠﻮﺩ ..
- ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺴّﻦ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺷﻴﺦ ﻫﺮﻡ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻟﻜّﻨﻪُ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻬﺮﺏُ ﻣﻬﺮﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺘﻪُ ﺇﻟﻰ ﺧُﻠﻮﺓ ﺟﻨﺴﻴّﺔ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻧﻜﺔ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺣﺘّﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺭُﺿﻮﺍﻥ ﻭﺯُﻓﺮ " : ﺛﻢّ ﺿﺎﻧﻜﺖ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺣﺘّﻰ ﻭﻗﻔﺖُ ﻭﻗﻔﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ( ﺭﺿﻮﺍﻥ ) ﺑﺤﻴﺚُ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻤﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻲ ﻭﻻﺃﻇﻨّﻪُ ﺃﺑﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ "....
- ﺳﺨﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻠﻔﻆ : ﻣﻦ ﺧﻼﻝ :
- ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﺑﺤﻜﻢ ﺗﺄﺩﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﻭﻧﻘﻴﻈﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ " ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺤﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻣﺴﺠﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻣﺄﺟﻮﺭ " ﻟﻔﻈﺔ ﻣﺴﺠﻮﺭ : ﺍﻻﻣﺘﻼﺀ / ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺔ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ .
- ﺍﻹﻏﺮﺍﺏ ﺍﻟﻠّﻐﻮﻱ : ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻷﻟﻔﺎﻅ ﻳﺜﻴﺮُ ﻧُﻄﻘﻬﺎ ﺍﻟﻀّﺤﻚ ﻷﺟﻞ ﻏﺮﺍﺑﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ : ﻛﻔﺮﻃﺎﺏ , ﺯﻗﻔﻮﻧﺔ , ﺟﺤﺠﻠﻮﻝ .....
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘــــــــﺪّﻡﺓ
ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ ﺭﺍﺟﻊ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻨﻬﺠﻴّﺔ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ . ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺠﻨﻴﺐ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻠﻨّﺺ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻦّ ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻷﺩﺏ . ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ ﺑﺮﺳﻢ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﻨﻬﺠﻲ ّ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﺪﺭّﺝ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻭﺗﺄﻟﻴﻔﺎ ﺑﺘﻀﻤﻴﻦ ﻧﺺّ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴّﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨــــــــﺎﺗﻤﺔ :
ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨّﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘّﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻟﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨّﺺ ﻣﻀﻤﻮﻧﻴّﺎ ﻭﻓﻨّﻴﺎ ( ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﻬﺰﻝ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻭﺍﺟﻬﺘﺎﻥ ﻣﻤﺘﻌﺘﺎﻥ ﺷﻔّﻔﺘﺎﻥ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻔﻜﻴﺮُ ﺟﺎﺩ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻋﻘﻴﺪﺓ , ﻭﺳُﻠﻮﻛﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﻭﺃﺩﺑﺎ ﻭﻳﻈﻬﺮُ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻣﻤﺘﻊ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻧﺎﻗﺪﺍ ﻧﺎﻓﺬ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﻤﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺜﺮ، ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﺼﻒ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﺩﺍﻧﺘﻲ، ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻓﻜﺮﺓ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﻪ .
ﻭﻗﺪ ﻃﺒﻌﺖ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭﺗﻬﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ .
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ :
ﺗﻌﺪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺭﻭﺍﺋﻲ ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺑﻄﻼً ﻟﺮﺣﻠﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻳﺤﺎﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻓﺮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﺑﺨﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﺎﻣﺢ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻮﺻﻒ ﺣﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻄﻌﻤﺎً ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺃﺑﻴﺎﺕ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻳﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻐﻮﻳﺎً ﻭﻋﺮﻭﺿﻴﺎً ﻭﺑﻼﻏﻴﺎً .
ﻭﻳﺘﻨﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻠﺘﻘﻲ ﻭﻳﺤﺎﻭﺭ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﻛﺰﻫﻴﺮ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﻭﺍﻷﻋﺸﻰ ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺑﺮﺹ ﻭﺍﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﺍﻟﺬﺑﻴﺎﻧﻲ ﻭﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺍﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﺍﻟﺠﻌﺪﻱ . ﺛﻢ ﻳﻮﺿﺢ ﻗﺼﺔ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻊ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺧﺎﺯﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﻣﺴﺎﻣﺮﺍﺗﻪ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻭﺃﺩﺑﺎﺀ ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﺄﺩﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻨﻌﻤﻮﻥ ﺑﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﻴﻮﺭ ﻭﺣﻮﺭ ﻋﻴﻦ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﻣﻘﻴﻢ . ﺛﻢ ﻳﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻤﺪﺍﺋﻦ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﻓﻴﺤﺎﻭﺭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﺜﻞ " ﺃﺑﻮ ﻫﺪﺭﺵ " ﻭﻳﻠﺘﻘﻲ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﺤﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻳﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ . ﺛﻢ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻣﺮﺗﻬﻢ ﻭﺳﺆﺍﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺷﻌﺮﻫﻢ ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻭﻧﻘﺪﻩ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺇﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻭﻋﻨﺘﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ ﻭﺑﺸﺎﺭ ﺑﻦ ﺑﺮﺩ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻭﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﻗﺶ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﻗﺶ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﺸﻨﻔﺮﻯ ﻭﺗﺄﺑﻂ ﺷﺮﺍً ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﻧﻌﻴﻤﻬﺎ .
ﺗﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﺍﺭﺍﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻣﻬﻤﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﻴﺚ ﺣﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺍﺕ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ .
ﺭﻛﺰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻱ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻹﺑﺮﺍﺯ ﻏﺮﺿﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩﻩ ﺏ )) ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺃﺩﺑﻲ ﻭﻳﺮﻛﺰ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺇﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺷﻚ ﻭﺯﻧﺪﻗﺔ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﺧﻤﺴﺔ ﻫﻲ :
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ
)) ﺃﻗﺘﺒﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺷﻠﻖ ((
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ , ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺳﻢ ﺃﺩﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ , ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﺪﺃ , ﻗﺪ ﺩﻣﻎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺮﺍﺩﺗﻪ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺃﻋﺪﻯ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻬﻮ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ، ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﺴﻌﺔ ﺍﻃﻼﻋﻪ ﻓﺎﺽ ﻛﻤﺎ ﻓﺎﺽ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ .
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻣﺴﺮﻓﺎ ﺇﺳﺮﺍﻓﺎ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ , ﻭﺍﻟﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﺨﺎﺻﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ , ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺋﻪ , ﻭﻣﻨﺎﺯﻉ ﻓﻜﺮﻩ , ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻟﻢ ﻧﺄﻟﻔﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻧﻪ ﺃﺣﻴﻰ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺍﺗﺎً , ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ , ﻭﺍﻟﺸﺎﺫ ﻓﻴﻬﺎ , ﻣﺘﺼﺮﻓﺎ ﺑﺎﻻﺷﺘﻘﺎﻕ , ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻞ، ﺣﺘﻰ ﺻﺢ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻳﻠﻲ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ , ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻛﺎﻷﺭﻗﺎﻡ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺟﻨﺤﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻤﺎﺋﻴﺔ , ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻔﻴﺜﺎﻏﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺮﻣﺴﻴﺔ , ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ , ﻭﻓﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﻴﺒﻪ ﻋﻨﻪ )) ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ (( ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ .
ﻭﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ , ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻪ، ﻭﻧﻘﺪﻩ، ﻭﻣﻘﺎﺑﻼﺗﻪ , ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ , ﻭﺑﺎﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻭﺍﻻﻓﺮﺍﺩ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ , ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺆﻭﻧﻪ , ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺣﺼﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻕ , ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ , ﻭﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ، ﻓﺠﺎﺀﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻳﻨﺒﺶ , ﻭﻳﻜﺸﻒ , ﺃﻭ ﻳﺼﺤﺢ ﺃﻭ ﻳﻔﻀﺢ .
ﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺍﺻﻄﺪﻡ , ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﺎﺀ , ﺃﻭ ﻳﻨﻄﻮ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻤﺤﻮﺓ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ , ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳـﺘﺄﻣﻞ، ﺛﻢ ﻳﺘﺤﺪﻯ , ﻟﻴﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ , ﻭﺩﻭﺯﻧﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺀﺕ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ , ﻭﺣﺪﺩ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ , ﻓﻠﺠﻤﻬﺎ , ﻭﻧﺴﻖ ﻣﻨﺎﺯﻋﻬﺎ , ﻣﻤﻬﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻛﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻠﺘﻔﺎً ﻓﻲ ﻗﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺻﺪ , ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺑﺔ ﻛﺎﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ , ﻭﻻ ﻋﺎﺑﺜﺎ ﻻﻫﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻟﺠﺎﺣﻆ , ﺃﻭ ﺳﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺎ ﻛﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ , ﺃﻭ ﺯﺧﺮﻓﻴﺎ ﻛﺄﺑﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ، ﻭﻻ ﻇﻼ ﻛﺄﺑﻲ ﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻱ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺪﻣﻪ , ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ , ﻭﻳﻌﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ , ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻯ .
ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ : ﺃﻟﻴﺲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺭﺍﺋﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ , ﻗﺒﻞ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ ﻭﻛﻴﺮ ﻛﺠﺮﺩ , ﻭﺳﺎﺭﺗﺮ، ﻭﻛﻠﻮﺩﻳﻞ ؟
ﻭﻫﻞ ﺗﻐﻴﺐ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻮﺩﻳﻞ , ﻭﻫﻴﺪﺟﺮ , ﺃﻭ ﺟﻒ ﻣﺜﻞ ﻛﻴﺮﻛﺠﺮﺩ ﻭﺳﺎﺭﺗﺮ؟
ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺃﻭ ﻓﻨﺎﻥ _ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﺑﻠﻎ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﺭ _ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﻀﻤﻴﺮﻩ ...
1 ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ :
ﺣﻤّﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺘﻪ ﻭ ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺰﻭﻣﻴّﺎﺕ، ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘـﺎﺩﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺘﻄﺮّﻕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳـﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﺒﻄّﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻫﺰﻝ ﻭ ﺇﻣﺘﺎﻉ ﻭ ﺿﺤﻚ ﻭ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭ ﺑﻜﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺂﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﺎ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺑﻴّﺔ :
ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻣﻦ ﻛﺘـﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮّﺳـﺎﻟﺔ ﻣﻄﻴّﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻤﺲّ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﺄﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻪ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻜﺴّﺐ ﺑﺎﻟﺸّﻌﺮ ﻭ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻟﻘﺎﺀ ﻋﻄﻴّﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﺃﻭ ﻫﺪﻳّﺔ ﺗﻬﺪﻯ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻌﻠّﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ « ﺃﻧﺎ ﻓﻼﻥُ ﺍﺑﻦ ﻓﻼﻥٍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣَﻠَﺐَ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﺗﻘﺮّﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺑﺌﺲ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﺔ، ﺇﻧّﻬﺎ ﺗَﻬَﺐُ ﻏﻔّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻻ ﻳﺘّﺴﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ، ﻭ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﺰﻟّﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ ﻭ ﻛﻢ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﻣﺜﻠﻚ 1]«... ] . ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﻴّﺔ ﺍﻹﻧﺘﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺻﺮّ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻏﻢ ﺭﻓﻀﻪ : « ﺁﻟﻴﺖ ﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّﻈﻴﻢ، ﻭ ﻻ ﻧُﻄﻖَ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻱ ﻭ ﺇﻧّﻤﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﻴﻦ 2]«... ] . ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ ﻳﺘﺠﻠﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻄّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﺻﺨﺮﺍ ﻗﺪ ﺃُﺧﺬ ﺑﺬﻧﺐ ﺃﺧﺘﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺘﻬﺎ ﻓﻜﺎ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨّﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺠﺴﻴﺪﺍ ﻟﻤﻘﻮﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﺒﺢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ﻳﻨﺎﻝ ﺻﻚّ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺑﻴﺖ ﺻﺪﻕ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﻫﺠﺎ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ :
ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺗﺮﻓﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﺪّ ﺍﻟﺘﻬﺘّﻚ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻮﻥ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺯّﻋﺔ ﺗﻮﺯﻳﻌﺎ ﻋﺎﺩﻻ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮّﺧﺎﺀ ﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣـﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄّﺒﻘﻴّﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻨﺠﺪ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﻣﺜﻼ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﺼﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺃﻳﻀﺎ « ﺭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮﺭ ﺳﻜّﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﺠﺮﺓ ﻗﻤﻴﺌﺔ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺰﺍﻙٍ 3]« ] . ﻛﻤﺎ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺗﻜﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻋﻬﻢ ﺭﺍﺩﻉ ﺃﻭ ﻳﺼﺪّﻫﻢ ﺧﻠﻖ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻊ ﺍﻟﺤﺴّﻴﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ ﻭ ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﻳﻘﻤﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺠﻦّ ﻭ ﺍﻹﻃّﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺴﺎﻧﺤﺔ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﻏﺮﻳﺰﺗﻪ ﻭ ﺣﻮﺍﺳّﻪ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪّﻳﻨﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ :
ﻓﻀﺢ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺪّﻳﻦ ﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﻣﺘﻬﺮّﺋﺔ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻹﻗﺼﺎﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻨّﻔﺎﻕ ﻋﻤﻠﺔ ﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰّﻧﺪﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻠﻮّﻥ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨّﺔ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺧﻮﺭ ﺍﻟﺪّﻧﻴﻮﻱّ ﺗﺴﺘﺒﺎﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮّﻣﺎﺕ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﺘﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﺼّﻐـﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪّ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻼ ﺩﻳﻦ ﻳﺮﺩﻉ ﻭ ﻻ ﻣﻠﻚ ﻳﻜﺘﺐ ﻭ ﻳﺴﺠّﻞ، ﻓﺪﻧّﺴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺎﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻨّﻊ ﻋﻦ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﺸّﻬﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﻣﺠﺮّﺩ ﺇﺭﺟﺎﺀ، ﻗﺼﺪ ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﻛﻞّ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻗّﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺺّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨّﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ .
ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺼﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻭ ﺳﺠّﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧّﻪ ﺭﺩّ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻣﻘﺪّﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻳﻌﻠّﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺁﻣﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨّﺔ ﻛﺄﻥ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻّ ﺑﺈﺫﻧﻪ]﴾ 4 ] ﻭ ﻗﻮﻟﻪ﴿ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻟِﻲّ ﻭ ﻻ ﺷﻔﻴﻊ]﴾ 5 ] ﻭ ﻗﻮﻟﻪ﴿ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻔﻴﻊ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﺫﻧﻪ]﴾ 6 ﴿[ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ]﴾ 7 ] ﻭ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻠﻚ .
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺃﺟﻨﺎﺳﻴّﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ :
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻡ ﻗﺼّﺔ ﺃﻡ ﻣﺴﺮﺣﻴّﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻧﻲّ؟؟ ﺃﻡ ﺇﻧّﻪ ﺷﻲﺀ ' ﺗﻠﻔﻴﻘﻲّ ' ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ؟؟ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺇﻗﺤﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻣﻘﺼﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍ ﺁﺧﺮ ﻓﺒﻨﺖ ﺍﻟﺸّﺎﻃﺊ ﻣﺜﻼ ﺗﻘﺮّ ﺑﻜﻞّ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺑﺄﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻣﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺛﺮ ﻗﺼّﺔ ﺃﻭ ﻫﻮ ﺟﻤﺎﻉ ﻗﺼﺺ ﻋﺪﺓ ﻳﻘﻮﻝ « ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥّ ﻟﻜﻞّ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻗﺼّﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ... ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻳﻨﻀﻢّ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻭ ﺍﻟﺮّﺍﻭﻱ ﻳﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ .. ﻭ ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻗﺼّﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ، ﻭ ﻫﻲ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ 8]« ] . ﺃﻣّﺎ ﻣﺆﻟّﻔﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺩﺑﻴّﺔ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭ ﺇﻥ ﺃﻗﺮّﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﺃﺩﺑﻴّﺔ ﻋﺪّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻻﻥ : « ﻓﻬﻮ( ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖّ ﺟﻤﺎﻉ ﺃﺟﻨﺎﺱ، ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭ ﺻﺪﺍﻣﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼّﺔ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭ ﺣﻴﻠﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻐﻨﻰ ﻭ ﺇﻳﻘﺎﻋﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴّﺠﻊ ﻭ ﺃﺟﺮﺍﺳﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺑﺄﻟﻮﺍﻧﻪ 9]« ] ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺃﻗﺮّﺍ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﺄﻥّ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻗﺼّﺔ ﺗﺮﺳّﻠﻴّﺔ ﺃﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﺼﺼﻴّﺔ : « ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﺳﺘﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴّﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺨﺮﻳﺞ : ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻗﺼّﺔ ﺗﺮﺳّﻠﻴّﺔ ﺃﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﺼﺼﻴّﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺨﻴّﻞ ﻭ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﺇﺿﺎﻓﻴّﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸّﺄﻥ 10]« ] .
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﺮّﻛﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺤﺪّﺩ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻭ ﺇﻥ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮّﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺺّ ﻭ ﺃﻧﻤﺎﻃﻪ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺄﻱّ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻗﺼّﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ ﻓﺎﻟﺤﺒﻜﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮّﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴّﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻟﺒﻄﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻬﺞ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻳﺘﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻹﺳﺘﻄﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤّﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺺّ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮّﺩ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ .
ﺇﻥّ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺼّﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺟﻲ ﺃﻭ ﺗﻴﻤﻮﺭ ﺃﻭ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺺّ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺴﺘﺒﻴﺢ ﻣﺎ ﻳﻌﺪّ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺺّ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﻭﻫﻲ ﻧﺺّ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﺧﻀﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻷﺟﻨـﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻔﻠّﺖ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﻭ ﻇﻞّ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍ ﻻ ﻳﺮﻭﻡ ﻗﻴﺪﺍ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ :
ﺃﻧﺸﺄ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻗﺼﺼﻴّﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﺎﺧﺮ ﻭ ﻣﺘﻬﻜّﻢ ﻟﻴﻄﺮﺡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﻭ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻫﺰﻟﻴّﺘﻪ، ﻳﺤﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻀﺤﻚ، ﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻋﺪّﺓ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺍﻷﺿﺤﻮﻛﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺّ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ، ﻭ ﻫﻲ ﻭ ﺇﻥ ﻋﻤﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻋﺰﻋﺔ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺇﻻّ ﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪّﻡ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﺮﺗﻬﻨﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺒﻴّﺎﺕ .
ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺺّ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲّ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ : ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ :
ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ :
ﺗﺒﻴّﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻨّﻴّﺔ ﻟﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺺّ ﻓﻲ ﻧﺺّ ﻗﺪﻳﻢ .
ﺍﺳﺘﺠﻼﺀ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ .
ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮّﺃﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ :
" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ " ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ :
ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺘّﻮﺟﻴﻬﺎﺕ :
ﻳﺘﻢّ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺏ :
ـ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴّﺔ :
• ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ ( ﺃﺻﻨﺎﻓﻬﺎ، ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ، ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ
• ﺍﻟﺮّﺍﻭﻱ ( ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ، ﻣﻮﺍﻗﻌﻪ، ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ • ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲّ ( ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ، ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ، ﺑﻨﺎﺅﻩ .
• ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻧﻲّ ( ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ، ﺩﻻﻻﺗﻪ، ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺗﻪ .
ـ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ :
• ﻣﺼﺎﺩﺭﻩ ( ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺍﻟﺴّﻨّﺔ، ﺍﻟﺸّﻌﺮ، ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ .
• ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ( ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲّ، ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺒﻲّ، ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲّ .
• ﺗﻘﻨﻴّﺎﺗﻪ ( ﺍﻟﺘّﺤﻮﻳﻞ، ﺍﻟﺘّﻬﻮﻳﻞ، ﺍﻟﺘّﺮﻛﻴﺐ .
ـ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻬﺰﻝ :
• ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ، ﺍﻟﺘّﻬﻜّﻢ، ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺒﺚ .
ـ ﺍﻹﺿﺤﺎﻙ :
• ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ( ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ، ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘّﻔﺎﻫﻢ، ﺍﻟﺘّﻜﺮﺍﺭ، ﺍﻟﺪّﻋﺎﺀ، ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ .
• ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ( ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺔ ﺍﻟﺴّﺎﺫﺟﺔ .
ـ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ :
• ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ .
• ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ( ﻟﻐﻮﻳّﺔ، ﺃﺩﺑﻴّﺔ
ـ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻣﻦ :
• ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪّﻳﻨﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺍﺋﻴّﺔ .
• ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ .
• ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺴّﻠﻮﻙ .
• ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ .
ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ :
ﻻ ﻳﻤُﺜّﻞ ﻗﺴْﻢُ ﺍﻟﺮِّﺣْﻠَﺔِ ﻣِﻦْ ﺭِﺳﺎﻟﺔِ ﺍﻟﻐُﻔﺮﺍﻥِ ﻣُﺠﺮّﺩَ ﺭِﺣْﻠﺔٍ ﺳَﻤﺎﻭﻳّﺔٍ ﻓِﻲ ﻋﺎﻟﻢِ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝِ ﻓﻘﻂْ ﻭﻟﻜﻨّﻪُ ﻃﺮْﺡٌ ﻟﺠﻤُﻠﺔٍ ِﻣﻦَ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜْﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴّﺔ ﺑﺄُﺳْﻠُﻮﺏٍ ﺳَﺎﺧﺮٍ .
ﺣﻠّﻞْ ﺍﻟﻘَﻮْﻝَ ﻣُﻌْﺘﻤِﺪًﺍ ﺷﻮﺍﻫِﺪَ ﺩَﻗِﻴﻘَﺔ ﻣِﻦْ ﺭِﺣْﻠَﺔِ ﺍﻟﻐُﻔْﺮﺍﻥ .
ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ :
- ﻻ ﻳﻤُﺜّﻞ ﻗﺴْﻢُ ﺍﻟﺮِّﺣْﻠَﺔِ ﻣِﻦْ ﺭِﺳﺎﻟﺔِ ﺍﻟﻐُﻔﺮﺍﻥِ ﻣُﺠﺮّﺩَ ﺭِﺣْﻠﺔٍ ﺳَﻤﺎﻭﻳّﺔٍ ﻓِﻲ ﻋﺎﻟﻢِ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝِ ﻓﻘﻂْ :
- ﺭﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ......+
- ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ " ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ , ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ , ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .....
- ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴّﺔ :
*- ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ :
- 1 ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺩﻳﻨﻴّﺔ - 2 : ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ – :3 ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ
- ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ " ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺣﺪّﻩ , ﺍﻟﻤﺪﺡ ’ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺿﻴّﺔ , ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ ".......
- ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ :
ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ "
- ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ + ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ : ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ
ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ :
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟـــــﺨﻴﺎﻝ
ﺗﺠﻠّﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﺪّﺓ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ , ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ , ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺠﻴﺐ ﻏﺮﺍﺋﺒﻲ ﻻ ﻣﻌﻘﻮﻝ : ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻋﺠﻴﺐ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﻏﺮﺍﺋﺒﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴّﺘﻪ " ﻛﺜﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺒﺮ , ﻧﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺕ , ﻭﺩﺭ ّ , ﻭﺻﺨﻮﺭﻩ ﻣﻦ ﺯﻣﺮّﺩ , ﺧﻤﺮﻩ ﻭﺣﻠﻴﺒﻪ ﺃﻧﻬﺎﺭ , ﺳﺤﺎﺑﻪ ﻳﻨﺜﺮُﺣﺼﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﻮﺭ , ﻇﻼﻝ ﺷﺠﺮﻩ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ , ﻣُﻜﻮّﻧﺎﺗﻪ ﻻﻳّﺼﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘّﻐﻴﻴﺮ , ﻭﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ , ﺛﻤﺮ ﺷﺠﺮﻩ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ , ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺨﻠُﻮﺩ " ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻷﺻﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸّﺠﺮ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﺗﺨﺘﻠﺞ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨّﻐﺒﺔ ﻓﻼ ﻣﻮﺕ ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ "...
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ : ﻳﺘﻤﻴّﺰ : ﺑــ :
ﺯﻣﻦ ﺇﻻﻫﻲ ﻣُﻄﻠﻖ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣُﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻨّﺴﺒﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪُﻭﺩﻳّﺔ "... ﻳﻮﻡٌ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ "
ﺯﻣﻦ ﻻ ﻳُﺆﺛّﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸّﺨُﻮﺹ " : ﻭﺳُﻌﺪٌ – ﺃﻧﻬﺎﺭ - ﻣﻦ ﻟﺒﻦ ﻣﺘﺨﺮّﻗﺎﺕ ﻻ ﺗُﻐﻴّﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ
ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﺯﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻌﺪ
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ
ﺗﺠﺴﻤﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ :
ﺃ : ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ : ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺷﺨﺼﻴّﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﻌﻴّﺎﺕ ﺯﻣﻨﻴّﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ " ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ , ﻭﺍﻷﻣﻮﻱ , ﻭﺍﻟﻌﺒّﺎﺳﻲ , ﻭﺁﺩﻡ
ﺏ : ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠّﻐﻮﻳّﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ : ﺇﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺷﺨﻮﺹ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻠّﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ " ﺍﻷﻓﻌﻰ , ﺍﻷﺳﺪ , ﻳﺤﺎﻭﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻭﻳُﻨﺎﻗﺶ
ﺝ : ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻥ , ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺯﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ ....... ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ
ﺩ : ﺍﻟﺘﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄّﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ : ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻣﺒﺼﺮ ﺑﻞ ﺃﺣﻮﺭ , ﺃﺟﻤﻞ ﻋﻴﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻋُﻮﺭﺍﻥ ﻗﻴﺲ , ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺃﻧﺼﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﻮﺭ ﺗﺤﻮﻝ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺏ ... ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺎﻝ ﺣُﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﻮﺭ ﻋﻦ ﺑﺼﺮﻩ " ﺇﻧﻲّ ﻷﻛﻮﻥُ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻓﺄﻟﻤﺢُ ﺍﻟﺼّﺪﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﺑﻤﺸﺎﺭﻗﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪٌ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ "...
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ :
ﺗﺠﺴﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ : ﺧﺮﻭﺝ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ , ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ . ﺍﻹﻭﺯ "... ﺑﻌﺪ ﺃﻛﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻧﻘﻀﺎﺏ ﻋﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ , ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺗﻨﻀﺢ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ , ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺗﺤﻠﻖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪّ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ , ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﻮﻳﺒﻪ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺳﺮﺏ ﺍﻹﻭﺯ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺭﺍﻗﺼﺔ " ﻭﻳﻤﺮّ ﺭﻑ " ﺟﻤﺎﻋﺔ " ﻣﻦ ﺇﻭﺯ ﺍﻟﺠﻨّﺔ .. ﻓﻴﻨﺘﻔﻀﻦ ﻓﻴﺼﺮﻥ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﻳﺮﻓﻠﻦ ﻓﻲ ﻭﺷﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ "..
ﺍﻟﻘـــﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ :
ﻋﻘﺪﻳـــــــﺔ :
ﺃ – ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨّﻌﻴﻢ ﺃﻣﺮﺍ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﺑﻠﻮﻏﻪُ ﻣﻤّﺎ ﻳﺸﺠّﻊُ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ
ﺏ - ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸّﻔﺎﻋﺔ : ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤُﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺸّﻴﻌﻲ ﻷﻧﻪ ﺇﺑﻄﺎﻝ ٌ ﻟﻠﺤُﻜﻢ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮٌ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﺩﻳﻨﻴّﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴّﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ
ﺝ : ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘّﺼﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩّﻳﺔ ﻟﻠﺠﻨّﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّﺼﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤّﺴﻴﺔ ﺃﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ ﻗُﺪﺳﻴّﺘﻬﺎ .
ﺩ : ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻭﻋٌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺼّﺮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ
ﻧﻘﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻫﻮ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻼّﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻦ ﺃﻓﻠﺲ ﺣﻀﺎﺭﻳّﺎ ﻭﺗﻤﻴّﺰ ﺑﺎﻟﺒُﺆﺱ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻭﺭﻗّﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺃﺧـــــــﻼﻗﻴﺔ
ﻓﻀﺢ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ " ﺍﻟﻠﻮﺍﻁ , ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺨﻤﺮﻳّﺔ , ﺍﻟﺨﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ , ﺍﻟﻌﺮﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻥ , ﻣﺜﺎﻝ " ﻭﻳﺨﻠﻮ ﻻ ﺃﺧﻼﻩ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺤﻮﺭﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ .. ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦّ ﻳﺘﺮﺷّﻒُ ﺭﺿﺎﺑﻬﺎ " " ﺇﻥّ ﺍﻟﺨﻤﺮﺓ ﺣﺮّﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﻭﺃﺣﻠّﺖ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻬﻞ ﻳﻔﻌﻞ ُ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤُﺨﻠّﺪﻳﻦ ﻓﻌﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘّﺮﻳّﺎﺕ "
ﺍﺟﺘــــــﻤﺎﻋﻴﺔ :
ﺃ : ﺍﻟﻄّﺒﻘﻴّﺔ : ﺗﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺑﺎﻟﺘّﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺼّﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ " : ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳُﻠﻤﻰ " ﻭُﻫﺐ ﻟﻪ ﻗﺼﺮٌ ﻣﻦ ﻭﻧﻴّﺔ " ﻭﺍﻟﺤﻄﻴﺌﺔ " ﺑﻴﺖٌ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻛﺄﻧّﻪ ﺣﻔﺶ ﺃﻣﺔ ﺭﺍﻋﻴﺔ "
ﺏ : ﺍﻟﻮﺻﻮﻟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ : ﺗﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺑﺎﻟﺴّﻠﻮﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮّﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺩّﺩ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰّﻫﺮﺍﺀ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺪّﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻠﺮﺳُﻮﻝ ": ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞٌ ﺳﺄﻝ ﻓﻴﻪ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ "
ﺝ : ﻧﻘﺪ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻭﺍﻗﻊ : ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻭﻋﺎﺀ ﻟﻠﺬّﺓ ﻭﻣﻠﺒّﻴﺔ ﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻬﻲ ﺇﻣّﺎ ﻗﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﻗﺼﺔ
- ﺳّﻴــــــــﺎﺳﻲﺓّ :
ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﺘﺤﻜّﻢ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ : ﺩﻭﺭ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻻﻫﻴّﺔ ﻣُﻌﺎﺩﻝ ﺭﻣﺰﻱ ﻟﺘﺤﻜّﻢ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﻥ .
ﻓﻀﺢ ﺍﻟﺪّﺳﺎﺋﺲ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ " : ﻳﺠﺐُ ﺃﻥ ﻳُﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻳﻌﺒﺮ ﻓﻴﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻴﺮﻓﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒّﺎﺭ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﻼ ﻳﺠٌﺮّ ﺫﻟﻚ ﺇﻻّ ﻣﺎ ﺗﻜﺮﻫﺎﻥ "
ﻧﻘﺪ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﺮّﺍﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮّﻋﻴّﺔ : ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ (==. ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴّﻴﻠﺴﺔ ﺗﻤﻴّﺰ ﺑﺎﻟﺤﺪﺓ ﺇﺯﺍﺀﻫﻢ ﺣﻴﺚٌ ﺃﺩﺧﻠﻬُﻢ ْ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨّﺎﺭ : ﻣﺜﺎﻝ ": ﻭﺍﻟﺸّﻮﺱ ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺗﺠﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﺰّﺑﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨّﺴﻮﺓ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻥ ﻳُﺼﺮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻓﺮﻭﻋﻬﻦّ ﻭﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻦّ "
ﺍﻟﻘـــﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺑـــﻴّﺔ
ﺃ : ﺣﺪّ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻭﻓﻀﺢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻟﻤﺪﺣﻲ ﺍﻟﺘﻜﺴّﺒﻲ " ﺑﺌﺲ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﺔ ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﻬﺐُ ﻏُﻔّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻻ ﻳﺘّﺴﻊُ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ "
ﺏ : ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﺰ : ﻭﺿﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﺣﺮﻣﺨﻢ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻭﻟﺬّﺍﺗﻪ " : ﺇﻥّ ﺍﻟﺮّﺟﺰ ﻟﻤﻦ ﺳﻔﺴﺎﻑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺾ , ﻗﺼّﺮﺗﻢ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨّﻔﺮ ُ ﻓﻘُﺼّﺮ ﻟﻜﻢ "
ﺝ : ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ : ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺸﻰ " ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻤّﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨّﻰ ﻭﺇﻧﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻤﻮﻟﻊٌ ﺑﺎﻟﻤﻨُﺤﻮﻻﺕ "
ﺩ : ﺍﻟﺴّﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸّﻌﺮﻳّﺔ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ " : ﻋﻤﻠﺖ ُ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻭﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ " ﺭﺿﻮﺍﻥ " ﻓﻲ ﻭﺯﻥ ﻗﻮﻝ ﻟﺒﻴﺪ "
ﻫـ : ﺭﺩﺍﺀﺓ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨّﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ : ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨّﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻭﻧﻬﻮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺃﺧﻼﻗﻴّﺔ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻴّﺔ ﻭﻣﺬﻫﺒﻴّﺔ ﻭﺗﻤﻴّﺰﻩ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻠّﻔﻈﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩّﻱ ﻣﺜﻞ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺄﺑﻐﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺤﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟــــﺴّﺎﺧﺮ
ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻀﺎﺀ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨّﻘﺪﻳّﺔ ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻗﺪّﻣﻪٌ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﺎﺧﺮ ﺗﻤﺜّﻞ ﻓﻲ :
: ﺍﻟﺠﻨّﺔ / ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﺑﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ( ﻣﺠﻮﻥ , ﺷﺬﻭﺫ , ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ’
ﺍﻟﺘﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻭﺍﻟﺴّﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻧّﺲ
ﺍﻟﺠﻨﺲ , ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻣﺔ :, ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺎﺕ ﻓﺎﺯﺕ ﺑﺎﻟﺠﻨّﺔ ﺑﺤﺠﺞ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻭﻻﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ( ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺑﺮﺹ ﺑﺒﻴﺖ ﻣﻦ
ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ
ﺍﻟﺸﻌﺮ , ﺍﻟﺤُﻄﻴﺌﺔ ﻷﺟﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺻﺪﻕ , ﺍﻷﻋﺸﻰ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﺪﺣﻴّﺔ , ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺑﺼﻚّ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ (== ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
- ﺳُﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ : ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺠﺎﺩّﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻫﺰﻟﻴّﺔ :
- ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺭﻫﺒﺔ ﻭﺧﻮﻑ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﻠﻤﺰﺍﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘّﻮﺩﺩّ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴّﻞ ﻭﺍﻟﺼّﺮﺍﺥ ﻭﺍﻟﻌﻮﻳﻞ ...
- ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺤﺎﺩّ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺷﻌﺮﻳّﺔ ﺃﺩﺑﻴّﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨّﻘﺎﺵ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻬﻤﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺘّﺠﻨّﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ "... ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﺷﻴﺨﺎ ﻟﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭّﺱٌ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺮﺱ ﺑﻪ ﻗﻮﻡٌ ﻳُﻄﺎﻟﺒُﻮﻧﻪ ٌ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪُ : ﺗﺄﻭﻟﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻇﻠﻤﺘﻨﺎ ..
- ﺭﺳﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﻮﻕ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺼّﺮﺍﺥ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﺣﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺩّﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ
- ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻨّﻘﺎﺵ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺑﻐﺔ ﺍﻟﺠﻌﺪﻱ ﻭﺍﻻﻋﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﺧﺼُﻮﻣﺔ ﺗﻄﻮّﺭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻠّﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﺴّﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺑﺰ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺗّﻬﺎﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺎﺩّﻱ " ﻓﻴﻀﺮﺑُﻪ ﺑﻜﻮُﺯ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ "
- ﺍﻟﺮّﺳﻢ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ : ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺯﻗﻔﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ؟
ﻭﻫﻮ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ " ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺴﻚ ﻭﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ
- ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻝ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻳﺴﺄﻝُ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨّﺎﺭ ﺭﻏﻢ ﻋﺬﺍﺑﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺮﻱﺀ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨّﺎﺭ " ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﻨﺪ ﺇﻥّ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﻴﻦ ﻳُﻨﺸﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻔﺎ ﻧﺒﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ :..
- ﺗﻮﺳﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﻠﺪّﺧﻮﻝ ﺧﻠﺴﺔ ﻭﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻟﻠﺠﻨّﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘّﻮﺩﺩّ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﻟﻦ ﻭﺯﻓﺮ ﻭﺣﻤﺰﺓ " : ﺃﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻃﻦ ﺗﺠﻴﺌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ ؟ "..
- ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺷﻴﺦ ﻳُﻈﻬﺮ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﻳﺘﺮﺷّﻒُ ﺭُﺿﺎﺏ ﺟﺎﺭﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﺮﺑﺪُ ﻭﻳُﻘﻴﻢ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻷﻧﺲ ﻭﺍﻟﻄّﺮﺏ ﻭﻳﺨﺎﺻﻢ ُ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴّﻜﺮ ﺃﻭ ﻳﺨﺘﻠﺲ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﻑ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴّﺠﻮﺩ ..
- ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺴّﻦ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺡ ﺷﻴﺦ ﻫﺮﻡ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻟﻜّﻨﻪُ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻬﺮﺏُ ﻣﻬﺮﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺘﻪُ ﺇﻟﻰ ﺧُﻠﻮﺓ ﺟﻨﺴﻴّﺔ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻧﻜﺔ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺣﺘّﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺭُﺿﻮﺍﻥ ﻭﺯُﻓﺮ " : ﺛﻢّ ﺿﺎﻧﻜﺖ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺣﺘّﻰ ﻭﻗﻔﺖُ ﻭﻗﻔﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ( ﺭﺿﻮﺍﻥ ) ﺑﺤﻴﺚُ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻤﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻲ ﻭﻻﺃﻇﻨّﻪُ ﺃﺑﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ "....
- ﺳﺨﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻠﻔﻆ : ﻣﻦ ﺧﻼﻝ :
- ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﺑﺤﻜﻢ ﺗﺄﺩﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﻭﻧﻘﻴﻈﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ " ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺤﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻣﺴﺠﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻣﺄﺟﻮﺭ " ﻟﻔﻈﺔ ﻣﺴﺠﻮﺭ : ﺍﻻﻣﺘﻼﺀ / ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺔ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ .
- ﺍﻹﻏﺮﺍﺏ ﺍﻟﻠّﻐﻮﻱ : ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻷﻟﻔﺎﻅ ﻳﺜﻴﺮُ ﻧُﻄﻘﻬﺎ ﺍﻟﻀّﺤﻚ ﻷﺟﻞ ﻏﺮﺍﺑﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ : ﻛﻔﺮﻃﺎﺏ , ﺯﻗﻔﻮﻧﺔ , ﺟﺤﺠﻠﻮﻝ .....
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘــــــــﺪّﻡﺓ
ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ ﺭﺍﺟﻊ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻨﻬﺠﻴّﺔ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ . ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺠﻨﻴﺐ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻠﻨّﺺ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻦّ ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻷﺩﺏ . ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ ﺑﺮﺳﻢ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﻨﻬﺠﻲ ّ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﺪﺭّﺝ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻭﺗﺄﻟﻴﻔﺎ ﺑﺘﻀﻤﻴﻦ ﻧﺺّ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴّﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨــــــــﺎﺗﻤﺔ :
ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨّﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘّﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻟﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨّﺺ ﻣﻀﻤﻮﻧﻴّﺎ ﻭﻓﻨّﻴﺎ ( ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﻬﺰﻝ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻭﺍﺟﻬﺘﺎﻥ ﻣﻤﺘﻌﺘﺎﻥ ﺷﻔّﻔﺘﺎﻥ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻔﻜﻴﺮُ ﺟﺎﺩ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻋﻘﻴﺪﺓ , ﻭﺳُﻠﻮﻛﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﻭﺃﺩﺑﺎ ﻭﻳﻈﻬﺮُ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻣﻤﺘﻊ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻧﺎﻗﺪﺍ ﻧﺎﻓﺬ ﺍﻟﻔﻜﺮ
تعليقات
إرسال تعليق