القائمة الرئيسية

الصفحات

ما الذي يميز فترة المراهقة عن باقي فترات حياة الإنسان


ما الذي يميز فترة المراهقة ما الذي يميز فترة المراهقة عن باقي فترات حياة الإنسان
ﺗﻘﻊ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺷﺪ، ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻮﻋﺪ ﺑﺪﺋﻬﺎ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﻟﻔﺮﺩ ﻭﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻟﺠﻨﺲ ﻭﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻵﺧﺮ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻦ 13/21 ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﻣﻦ 12/21 ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ .
ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻠﻚ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻭﻟﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﻃﻔﺮﺓ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻛﻈﻬﻮﺭ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ، ﻛﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻭﻛﺎﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ . ﻭﻫﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺑﻞ ﻫﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺷﺪ، ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﻠﻚ " ﺍﻹﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ " ﺑﺤﻮﺍﻟﻰ ﺳﺘﺔ ﺷﻬﻮﺭ .
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ :
ﻭﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ " ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ " ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ، ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺣﻞ، ﻫﻲ :
-1 ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‏( 14-11 ﻋﺎﻣﺎ ‏) ، ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ .
-2 ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻲ ‏( 18-14 ﻋﺎﻣﺎ ‏) ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .
-3 ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ‏( 21-18 ‏) ، ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺭﺍﺷﺪﺍً ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ .
ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺃﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ
* ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻭﺻﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ :
ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﺗﻄﺮﺃ ﺛﻼﺙ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ، ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻫﻲ :
1 - ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ : ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻗﻔﺰﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ، ﻃﻮﻻً ﻭﻭﺯﻧﺎً، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ، ﻓﺘﺒﺪﻭ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﻃﻮﻝ ﻭﺃﺛﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻜﺘﻔﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﻛﻴﻦ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻮﺭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﺼﺮ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﻗﺎﻥ ﻃﻮﻳﻠﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﻭﺗﻨﻤﻮ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ .
-2 ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ : ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‏( ﻣﺜﻞ : ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺜﺪﻳﻴﻦ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﺑﻄﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ‏) ، ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ، ﻓﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻨﻀﻮﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻫﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺨﺼﻴﺘﻴﻦ، ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ﻻﺣﻘﺎً، ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ، ﻭﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ، ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﺍﻟﻤﻨﻮﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً .
-3 ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ : ﺇﻥ ﻟﻠﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻗﻮﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺎﺙ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﻘﺪﺓ، ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ، ﺑﻞ ﻭﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً، ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﺍﻟﻤﻨﻮﻱ ﺍﻷﻭﻝ، ﺃﻱ : ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﻳﺒﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻨﺎ، ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺣﺪﻭﺛﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻳﺘﻜﻠﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻦ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻳﺒﺤﺜﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﺮﺓ .
* ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ :
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻱ : " ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ، ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ، ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺍﻷﻏﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ، ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ، ﻭﻓﺮﺹ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻً ﺗﺎﻣﺎً، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻣﺘﺼﻠﺔ ."
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ، ﻓﻘﺪ ﺩﻟﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻓﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻈﻴﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
-1 ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﺳﻮﻳﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ .
-2 ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ، ﻭﻳﻔﻀﻞ ﺍﻻﻧﻌﺰﺍﻝ ﻭﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ .
-3 ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺴﻢ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ .
ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ، ﻓﺠﺴﺪﻳﺎً ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻤﻮ ﺳﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺟﺴﻤﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﻗﻠﻘﺎً ﻭﺇﺭﺑﺎﻛﺎً، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﺨﻤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ، ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺆﺩﻱ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎً، ﻭﻧﻔﺴﻴﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﺪﻳﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻫﻞ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻃﺮﻳﺪ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ، ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺮﻑ ﻛﻄﻔﻞ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺼﺮﻑ ﻛﺮﺟﻞ ﺍﻧﺘﻘﺪﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﺨﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻖ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﻭﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻭﺁﺑﺎﺋﻬﻢ، ﺃﺟﺮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﺰﺓ ﺗﻬﺎﻣﻲ ﻣﻬﺪﻱ ‏( ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ‏) ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ :
* ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ .
* ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﻗﻠﻴﻠﻮ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﺘﻬﻮﺭﻭﻥ .
* ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻭﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺼﺢ .
* ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .
* ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ .
* ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ :
-1 ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ : ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﺟﻮﺩ ﻋﺪﺓ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭﺍﻷﻧﻮﺛﺔ، ﻭﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﻘﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ، ﻭﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﻣﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .
-2 ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ : ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﺎﻧﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﺛﻮﺍﺑﺖ ﻭﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺗﻔﺮﺩﻩ ﻭﺗﻤﺎﻳﺰﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻷﻫﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺪ ﺃﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺎً ﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ، ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻴﻘﻈﺔ ﻟﺪﻳﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺤﻴﺺ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺎﻓﺔ، ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ .
-3 ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ : ﻓﺎﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻳﺆﺩﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ، ﻟﻜﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺘﺰﺩﺍﺩ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻟﺪﻳﻪ، ﻭﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺨﺠﻞ .
-4 ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺰﻋﺞ : ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﺒﻪ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺪ ﻳﺼﺮﺥ، ﻳﺸﺘﻢ، ﻳﺴﺮﻕ، ﻳﺮﻛﻞ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻳﺘﺼﺎﺭﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻳﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ، ﻳﺠﺎﺩﻝ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺎﻓﻬﺔ، ﻳﺘﻮﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻳﺨﺮﻕ ﺣﻖ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ، ﻭﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻏﻴﺮﻩ .
-5 ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ : ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺼﺒﻴﺘﻪ ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ، ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍً ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﺒﺐ ﺇﺯﻋﺎﺟﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﻠﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ .
ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍًَ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﻣﺰﺍﺟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻏﻀﺐ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﻃﺒﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ، ﻭﻏﻀﺐ ﻭﺍﻛﺘﺌﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺎﺙ .
ﻭﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺠﺪﻭﺏ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻫﻲ ": ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻻﺕ، ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻭﻗﺼﺺ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﻡ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻧﻈﺮﺓ، ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺍﺕ، ﻭﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻤﻮ، ﻣﺜﻞ : ﻓﻘﺮ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﺗﻘﻮﺱ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﻗﺼﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ.

ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ
ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺘﺨﻠّﻠﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻓﻴﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘﻠﺐ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ، ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻨّﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳُﻈﻬِﺮ ﺁﻟﻴﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﻟﻠﻤﺜﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻓﻴﺘﺄﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ، ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﺮﺯ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ : ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﻋﻨﻒ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻫّﺐ .
ﺍﻟﺘﺬﺑﺬﺏ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ : ﺇﺫ ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺤﺪّﺩﺓ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ، ﻓﻘﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﺍﻟﺤﺐ : ﻳﺤﺐّ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﻳﻨﺸﻐﻞ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﻓﻴﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .
ﺍﻟﺨﻮﻑ : ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، ﻭﻗﺪ ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﻭﺗﺴﺎﺭﻋﻬﺎ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥّ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ ﺃﻭ ﺃﻧّﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ : ﻳُﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻤﺮُّﺩ ﻭﻋﺼﻴﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﻪ ﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﻭﺣﺎﺟﺘﻪ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺮّﺽ ﻟﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﻧﺸﺊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ، ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺨﺎﻟﻔﻬﺎ .
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ : ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻴّﺎﻻً ﻟﻼﻧﻄﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺠﺮ ﻭﺍﻟﻤﻠﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ .
ﺍﻟﻐﻀﺐ : ﻳُﻈﻬِﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ .
ﺍﻟﻌِﻨﺎﺩ : ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ : ﻛﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ، ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﺑﺘﺄﻧﻴﺐ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻱ ﺫﻧﺐ ﺃﻭ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﻓﺘﻨﻌﻜﺲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ .
ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ : ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﺩﻩ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ .
ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ
ﻳﺘﻌﺮّﺽ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻲ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻫﺎﺩﺉ ﻭﺑﺄﻗﻞ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻮﻱ ﻭﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﺱ ﻭﻋﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ، ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻳﺠﺐ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺍﻟﻨّﻤﺎﺋﻴّﺔ، ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻪ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻓﻬﻨﺎﺑﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻭﺧﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺤﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺇﻓﺼﺎﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻤﻨﺎﺩﺍﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺐّ .
ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ .
ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺬﺑﺬﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮّ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﻱ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺃﻭ ﺫﻛﺮ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﺃﺧﻄﺎﺋﻪ .
ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻹﻓﺼﺎﺣﻪ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻌﻴﻦ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻑ .
ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع